منذ ليلة 24 إبريل احترت بين دعاة التظاهر الذين لا يعرفون ماذا يفعلون، وتزداد حيرتى مع من يتهمونهم بالخيانة ولا يعرفون ماذا يقولون، وفى الحالتين مصر أكبر من الطرفين.
لا شك أن حق التظاهر مشروع ومكفول قانونا، ولكن حق الوطن مقدس، تابعت تلك التظاهرات من تظاهرة 15 وحتى تظاهرة 25 إبريل، ووجدت أن %99 من الشعارات لا علاقة لها بالجزر، بقدر ما تحمل مناهضة مباشرة لنظام الحكم وللرئيس السيسى، بما يسهل إدراك أن وراء ذلك الجماعات الإرهابية وحلفائها، المشهد واضح بدون لبس، أجزم أن هناك مخططا معلنا يستهدف تفتيت ما تبقى من معسكر 30 يونيو ومحاولة استقطاب بعض الأطراف التى تعتقد أنه تم تهميشها، كما تحاول كسر هيبة الرئيس والدولة، ومحاولة توصيل رسالة للممولين فى الغرب الأمريكى أن شعبية النظام والرئيس تتراجع، والاستمرار فى التظاهر حتى يحدث أى صدام مع قوات الأمن، نفس الخطة القديمة الإخوانية، توسيع رقعة «المظلومية»، وتقديم الصورة على أننا نعيش فى قمع بوليسى، وفتح الباب أمام الميديا الغربية لتغذية النزعات المناهضة للنظان والرئيس، ولكن هناك نسبة ولو ضئيلة من المتظاهرين كانوا جزءا لا يتجزء من معسكر ثورة 30 يونيو، والأخطر أن من أداروا الأزمة تجاهلوا تماما المعسكر المناهض، وتعاملوا معه باستعلاء يرقى إلى حد الإنكار، ورغم رفضى للتظاهر فى 15 إبريل و25 إبريل، فإنه لا يجب أن نتجاهل المتظاهرين، لأن الإنكار يزيد من مساحة التعاطف معهم خاصة بعض الشباب منهم الذين يرفضون قانون التظاهر مثلا، لهذا كله فإننى أدعو الرئيس السيسى إلى مصالحة مع الشباب الذين كانوا فى حلف 30 يونيو، والحوار معهم، لأنهم أحق بالاستيعاب والاحتواء، ونترك موضوع الجزر لمجلس النواب، ولكن كل ذلك لا ينفى أن هناك صراعا على السلطة، ونشاطا محموما لمعسكر الإرهاب بعد أن تكررت هزائمه.
أجزم أن %99 من القادة الذين دعوا لتلك التظاهرات لم يحضروا وألقوا بالشباب فى أتون المواجهة، كما أنهم يستخدمون الجزر مثل استخدام «قميص عثمان» فى الصراع على السلطة فى الفتنة الكبرى، ولكن لا بديل عن تحمل واستيعاب الشباب، والأهم هو الاهتمام بملايين الشباب فى المدن والقرى بالصعيد الذين هم أولى بالرعاية بمبادراتهم والاستعانة بهم للإعداد لانتخابات المحليات، أو تدريبهم على مواجهة التطرف والإرهاب، ومناهضة الفساد، إننى اقتربت فى الصعيد فى الشهور الأخيرة إلى أكثر من مبادرة شبابية مثل جمعيات «المصرى وأنا المصرى» فى الأقصر وقنا التى يقودها الخبير التنموى جمال يوسف، و«حلم الشباب» فى القوصية بقيادة المحامية هند جوزيف، و«صندوق دعم ملوى» بقيادة النائب شريف نادى ومؤسسة «حلم جيل بالمنيا» التى يترأسها المهندس جون بشرى، ومؤسسة «الرواد» بالمنيا ورئيس مجلس أمنائها د.نادى كستور، ومبادرة «تحسين سمالوط» التى يقودها الشاب أحمد أبوالعيد ومبادرة «جبهة التحول الديمقراطى» بقيادة الطالب عمانوئيل عاطف بالمنيا وغيرها من المبادرات الممتدة على طول الشط، والمنسية الأسماء الذين يعملون فى صمت ودون ضجيج، لأن الإعلام ووزارات الشباب والتضامن والحكم المحلى لا تعامل إلا مع شباب البرامج الفضائية!!
لأجل الله والوطن اذهبوا إلى هؤلاء الذين يحلمون بوطن أفضل، لا يملكون تمويلات، ولا يدعون سوى للعمل من أجل الوطن، أقدم هؤلاء جميعا إلى المشروع الرئاسى وإلى اللواء أحمد جمال الدين، والوزراء المعنيين د.غادة وإلى وخالد عبدالعزيز ود.أحمد زكى بدر.