أولها انتهاء مصر من ملف المصانع المتعثرة
كل عام وأنتم بخير وكل عام ومصر آمنة ومستقرة. كل عام والمصريون فى وحدة ووئام وسلام، كل عام وأقباط مصر من الأخوة المسيحيين فى خير دائم مع إخوانهم الأقباط المسلمين لتحصين مصر الغالية ضد أية مؤامرات وشرور داخلية وخارجية.
كل عام وعمال مصر فى حال أفضل لأنهم الأمل بسواعدهم القوية فى تحقيق الازدهار والنمو للبلاد بالعمل والإنتاج وبذل الجهد والعرق والتضحية والبذل لرقى هذا الوطن.
كل عام والمصريون جميعا فى محبة وترابط فى مناسبة أقدم الأعياد المصرية بل أقدم الأعياد فى العالم وهو عيد شم النسيم.. العيد المصرى الخالص الذى يحتفل به المصريون فقط دون سواهم ليحمل معه رسالة توحيد منذ قديم الزمن وعبر عصور تاريخية مرت بها مصر ونظم حكم مختلفة لم تستطع فى تغيير نمط حياة المصريين وأسلوب معيشتهم وتوادهم وتآلفهم. وكل من حاول تغيير معادلة حياتهم لفظوه إلى خارج التاريخ.
وفى هذه المناسبات الثلاثة كان لنا ثلاث أمنيات:
الأولى بمناسبة عيد العمال، كنا نتمنى أن يأتى الاحتفال العام الجارى، وملف المصانع المتعثرة قد انتهى وتم وضع حلول لتعويمه ومساعدة المصانع وعودة عجلة الإنتاج للدوران وإنقاذ آلاف العمال من الأيدى الماهرة من التشرد والضياع والجلوس على المقاهى أو التحول إلى أنشطة غير شرعية أو الانضمام لطابور البطالة.
جاءت حكومات سبعة بعد 25 يناير ومازالت الأزمة مستعصية على الحل رغم التصريحات والعهود والوعود. فقد توقفت المصانع بسبب الاضطرابات وعدم الاستقرار السياسى بعد 25 يناير وتعرضت لأزمات مالية كبيرة وتراكمت عليها ديون ضخمة ووقف الجميع يتفرج، وآلاف العمال فى الشوارع.
نتمنى أن يأتى الاحتفال القادم وقد انتهت مصر من هذا الملف وعودة الإنتاج الذى نطالب به لتحجيم هوس الاستيراد العبثى وتلبية احتياجات السوق من السلع المحلية. فغير مقبول أو مفهوم أن دولة تعانى من أزمات اقتصادية ولديها 4500 مصنع أو حتى ألف مصنع متوقف وتقف عاجزة عن وضع حلول عاجلة لتدويرها وعودتها للحياة الإنتاجية مرة أخرى وعودة آلاف العمال لديها. نتمنى أن يضع وزير الصناعة المبادرات والأفكار المطروحة لحل أزمة المصانع المتعثرة موضع التطبيق العملى بشكل سريع وعاجل. وبالتالى فالاحتفال العام المقبل سيكون له مذاق خاص وعمال مصر قد انتهت مشاكلهم.
المناسبة الثانية، نتمنى أن يأتى الاحتفال بعيد القيامة المجيد العام القادم وقد انتهت الحكومة من قانون ترميم وبناء الكنائس وكما صرح المستشار مجدى العجاتى وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، أن الوزارة مستمرة فى دراسة مشروع قانون ترميم وبناء الكنائس بالتعاون مع ممثلى الكنيسة المصرية. وأن آخر اجتماع عُقد بين الوزارة وممثلى الكنيسة كان منذ أيام، وأن اللقاء القادم سيكون بعد الانتهاء من احتفالات أعياد شم النسيم. وتوقع وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب المستشار أن يتم الانتهاء من مشروع القانون الجمعة المقبل.
أما الأمنية الثالثة بمناسبة شم النسيم، فأتمنى أن تبدأ وزارة الصحة حملة توعية مبكرة للوقاية من أضرار الفسيخ على صحة المصريين وتجنب إنفاق ملايين الجنيهات على الأمصال المعالجة. فحسب المتحدث باسم الوزارة فقد وفرت الصحة أمصالا بحوالى 5 ملايين جنيه لعلاج من يصابون بالتسمم من هذه النوعية من الأسماك، وتكلفة علاج الشخص الواحد قد تصل إلى أكثر من 25 ألف جنيه. بالتالى وكما نعرف فالوقاية خير من العلاج. والحملات الوقائية والتوعوية ستوفر لخزينة الدولة ملايين الجنيهات، إلا اذا كانت أموال الحكومة كثيرة ولا تعرف فى أى مجال تنفقها.