كيف أصبحنا هكذا؟ أم نحن كذلك طوال الوقت لكن مواقع التواصل الاجتماعي هي التي فضحت هذه النفوس، وهذه العقول، وهذا التفكير العجيب العقيم الجدير بأن يضعنا في مؤخرة الأمم.
مازلنا في 2020 نتناقش في بديهيات:
هل التحرش والاغتصاب جريمة أم لا؟! هل ندين الجاني المجرم أم نتعاطف معه ونجلد الضحية؟!
هل يجوز الترحم على الأموات وترك حسابهم على الله، ام نحاسبهم نحن في الدنيا كأننا وكلاء الله على الأرض؟
هل نترك الناس لأعمارها وآجالها تموت في موعدها أم نستكثر على الله مد أعمارهم، ونستكثر عليهم أنفاسهم الأخيرة.
قبل وفاة الفنانة صباح (الشحرورة) طالها التنمر وقلة الأدب لسنوات مطالبين إياها بأن تموت وأن "تشوف لها تربة"، وقد ماتت.
وفي الفترة الأخيرة تطاولوا على الفنانة رجاء الجداوي لأنها "لسه عايشة وبتشتغل ومنطلقة"، وقد ماتت.
هل أصبح البشر يضعون لبعضهم البعض "مدة صلاحية" أم أننا نتعامل مع أشباه البشر؟!
هل أصبحنا نأكل لحوم بعضنا البعض ونحن أحياء، ثم ننهش ما تبقى من هذه اللحوم بعد الموت بالدخول في صراع "نترحم ولا منترحمش" و"هيخشوا النار ولا الجنة"؟!
هل تحولنا إلى زومبي نأكل وننهش في لحوم البشر بأي شكل ممكن
أصبحت نصف مشاكلنا تدور حول من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار كأننا نملك صكوك الرحمة نوزعها بمعرفتنا.
والنصف الآخر من مشاكلنا يدور حول النصف السفلي للإنسان، تحرش، واغتصاب، وملابس مكشوفة، وتيك توك، ومثلية.
ولا توجد لدينا والحمد لله أي مشاكل تدور حول الجزء العلوي للإنسان أو المخ مثلا لأننا نعتبره غير موجود وغير مهم أصلا، وإن وجد "بنعمله ساندوتشات وبنحط عليها طحينة".