فرضت أزمة فيروس كورونا بعض التغييرات فيما يتعلق بأولويات الصحة والعلاج، وربما تكون هناك حاجة بعد زوال الأزمة، أن تجرى دراسة أوضاع المستشفيات والمراكز الطبية، خاصة ونحن نستعد لتطبيق المرحلة الثانية من التأمين الصحى الشامل، لقد كانت مستشفيات الحميات والعزل والعامة والمركزية، فى صدارة المواجهة مع الفيروس، وأثبتت وجود إمكانات وكوادر، تحتاج لتدعيم وإعادة نظر فى البنية الصحية بشكل يضاعف من قوتها فى المراحل القادمة.
فيروس كورونا إعادة التفكير فى أولويات العلاج والدواء والمنظومة الطبية، عادت مستشفيات الحميات للصورة ومعها مستشفيات العزل والعامة والمركزية التى قامت بالدور الرئيسى فى علاج المصابين، بينما بقيت المستشفيات الخاصة خارج الموضوع بالرغم من زيادة أعدادها، وعليه فإذا كانت المستشفيات العامة والمركزى والحميات قامت بدور مهم فى موقف صعب وفى مواجهة فيروس كورونا، فإن هناك إمكانية لأن تلعب هذه المستشفيات دورا أكبر فى الوضع الحالى، ويمكن من خلال توزيع المهام وإنجاز ربط معلوماتى قين المستشفيات والوحدات الصحية أن تكون هناك منظومة طبية أكثر فاعلية.
وميزة الربط الإلكترونى بين مراكز الصحة هو القدرة على تقديم العلاج المناسب فى الوقت المناسب للمرضى، خالصة أن أغلب الحالات تكون بحاجة إلى علاج بسيط أو ضبط لأنظمة السكر والضغط وغيرها من الأمراض التى يتسبب التأخر فى علاجها بمشكلات ومضاعفات.
واضح أن أزمة العلاج والصحة ليست فى التجهيزات والمبانى فقط، ولكن فى توفير الكوادر الطبية المدربة، وأيضا إتاحة العلاج فى وقته، وهناك تجارب خلال العقود الماضية لإقامة مستشفيات ومبانى ووحدات صحية فخمة المبانى، لكنها لم تكن تقدم خدمة أو أنها لم يتم افتتاحها من الأساس، بسبب التركيز على المبانى من دون دراسة الاحتياجات، هناك مستشفيات على سبيل المثال كانت تحتوى على أجهزة أشعة مقطعية لا يوجد فنى أو طبيب لشغيلها بينما تفتقد إلى أجهزة أشعة إكس التى يحتاجها مصابو الحوادث، أو الكسور البسيطة والمركبة، نفس الأمر فيما يتعلق بالمعامل وباقى التجهيزات، ولو تمت مراجعة حجم الإنفاق على التجهيزات والمبانى خلال العقود الماضية نكتشف أنها كانت تكفى لتجهيز مستشفيات بشكل يقدم الخدمة والدواء، لكن تم إنفاق الأموال فى التجهيزات وإهمال العنصر البشرى أو الفنى.
ربما تكون هناك حاجة للتوسع فى كليات الطب والعلوم الطبية، وهى دراسات مكلفة لكنها ضرورية هناك كوادر من خريجى العلوم والصيدلة والعلوم الطبية بعضهم لا يجد عملا، بينما وهم قاعدة بشرية يمكن بالتدريب وبعض الدراسة أن يصبحوا كوادر مهمة فى منظومة الصحة والعلاج.
الدولة الآن لديها إرادة وسبق أن نجحت مبادرات مثل فيروس سى، و100 مليون صحة، وقوائم انتظار عمليات القلب، وهى تجارب يفترض أن تكون مع تجربة مواجهة كورونا، قاعدة لإعادة دراسة المنظومة الطبية، وتطويرها، حتى يمكن توظيف حجم الرفع فى موازنة الصحة والعلاج، وأيضا الاستفادة من تجارب محلية، يمكن أن تمثل قاعدة للتعامل فى المرحلة المقبلة.