نحن مع المعارضة الموضوعية التى لا تنكر الإيجابيات وتحارب وتطالب بإسقاط السلبيات
بالرغم من الظروف الاستثنائية التى يعيشها الوطن منذ 25 يناير 2011 حتى الآن، وبالرغم من التحديات والمواجهات على كل المستويات، وفى كل الاتجاهات الهادفة لهدم الوطن وانهيار الدولة.
وليس فقط رفض النظام الحالى أو إسقاطه، وبالرغم من النتائج السلبية التى هددت سلامة الدولة منذ خمس سنوات ومازالت حتى الآن، وبالرغم من المشاكل الاقتصادية الخانقة التى يدفع ثمنها بلا شك الطبقة الفقيرة غير القادرة على إحداث توازن بين الدخل المتدنى وبين الأسعار المرتفعة والتى لا كابح لها.
ومع كل ذلك نجد هذا الصراع الدائر، المصنوع والمصنع، فى الغالب الأعم بين مؤسسات المجتمع من ناحية، وبين أجهزة الدولة من ناحية أخرى، ناهيك عن هذا الصراع اليومى الذى أصبح معتاداً وراسخاً فى السلوك اليومى للأفراد. فما هى الحكاية؟! هل هذا اختلاف فى الرأى الذى لا يفسد للود قضية؟! هل هو صراع وهمى لإثبات الذات لمواجهة ذلك المرض الذى استشرى وأصبح ظاهرة، وهى حب الذات وتخيل البطولة وتوهم الزعامة وادعاء الوطنية؟ هل هذه تصفية حسابات شخصية على حساب الوطن ليتحمل تباعتها الجماهير؟ وهل ما نشاهده هو المعارضة السياسية التى هى حق دستورى وجزء من أى نظام لحكم ديمقراطى؟ أم أن تلك المعارك وذلك الصراع المختلق، هو هدف واستراتيجية لقوى الشر التى تعلن وتسعى جهاراً نهاراً إلى إسقاط النظام، بل وإفشال الدولة؟
أعتقد أن الأمور متداخلة، فالمشهد يموج بكل تلك التساؤلات، ولذا قد وجدنا أن هذا التداخل قد تحول للأسف إلى تناقض نتائجه تهدد الجميع بلا استثناء، وهذا التناقض جعل المشهد السياسى وكأننا ارتددنا للخلف من الدولة إلى القبيلة مرة أخرى حول الخلاف الذى يحل بالحوار إلى معارك صفرية الجميع فيها مهزوم، فماذا يحدث فى نقابة الصحفيين؟
هل كل ردود الأفعال هذه نتيجة طبيعية حتى لو كان قد تم ما يسمى باقتحام النقابة؟ وهل كل مشكلة مع ممارسات الشرطة المرفوضة يكون رد الفعل تهديد سلامة الوطن؟! وهل كل نقابة، أقصد كل قبيلة لا يعنيها غير رجال القبيلة وما يريدون ولو على حساب الوطن؟ نعم هناك تجاوز من الشرطة وهو عدم المواءمة، ولكن أين القانون وأين الالتزام به، أم أننا نعيب الآخر والعيب فينا؟ وهل هذا التصعيد وتلك المطالبات ألا تدل على غرور واستقواء لا يهدف لأى حل؟ وهل معارك النقابة السابقة التى كانت فى مواجهة كبت الحرية التى لا يختلف عليها أحد هى ذات المعركة الحالية؟ ولماذا الحديث عن الدفاع عن حرية الرأى والنشر، فهل ما حدث له علاقة بهذا ولماذا خلط الأوراق؟! وما حكاية اعتذار الرئيس فإذا كان الرئيس عند مجيئه وللظروف السياسية كان يعتذر فهل هذا قد أصبح من المقومات الدستورية والقانونية لمقومات الحكم؟! وإذا كان الاعتذار من الرئيس هو تقدير وموقف شخصى له فهل إجبار الرئيس على الاعتذار لكل من هب ودب أو عند كل حادثة يقترفها رجال الأمن الذين يحتاجون إلى وقفة حقيقية لتغيير المنهج والتخلص من تراثهم الذى لم يعد مناسباً البتة خاصة بعد 25 / 30؟
نحن مع الحريات ومع المعارضة الموضوعية التى لا تنكر الإيجابيات وتحارب وتطالب بإسقاط السلبيات. نحن ضد تصفية الحسابات على حساب الوطن ولى ذراع الدولة. فهل للعقلاء الخائفين على الوطن أن يتدخلوا لحسم الموقف؟ والأهم هو كيف توجد المناخ السياسى الذى يوحد ويقرب ولا يفرق حتى تصبح مصر بحق لكل المصريين؟