مقتل الشاب الإيطالى كشف المؤامرة الكبرى للتنظيم الدولى
بالرغم من أننا قدمنا عددا كبيرا من سيناريوهات الجريمة، ومع كل سيناريو كان هناك مجرمون إلا أن كل هذه السيناريوهات لم تقنع الجانب الإيطالى الذى يميل إلى حد كبير لتصديق رواية مراهقى النت، والإخوان الذين يؤكدون أن الأمن المصرى وراء عملية قتل الشاب الإيطالى، وهذا السيناريو هو الذى يرتاح إليه الجانب الإيعبدالفتاح عبدالمنعمطالى، ولا أخفى سرا أنه يصر عليه، وأن خلافه الآن مع الجانب المصرى هو فى أسماء الضباط الذين أسهموا فى قتله، على الجانب الآخر ينفى الأمن المصرى تورطه فى قتل الطالب الإيطالى، ويحاول جاهدا التوصل لفك اللغز المحير لمقتل هذا الطالب الذى أصبح بالفعل كابوسا أسود لنا، خاصة أن إيطاليا تتعامل بنوع من الجدية، بينما نحن فى مصر نتعامل بنوع من الاستهتار الذى ربما ندفع ثمنه، خاصة بعد أن فشلت الزيارة الأمنية والقضائية المصرية لروما.
الأمر لم يقتصر على عودة الجانب المصرى من إيطاليا دون أن يقدم أى شىء لإقناع الجانب الإيطالى، بل إن الكارثة تمثلت فى أن تقوم الحكومة الإيطالية باستدعاء سفيرها فى القاهرة وعدم تحديد موعد لعودته، وهو ما يعنى بداية التدهور الشديد فى العلاقات بين روما والقاهرة، ونخشى أن تتطور الأمور لتصل إلى طريق مسدود يتم استغلالها من جانب أعداء مصر فى الخارج للضغط على الاتحاد الأوروبى لمقاطعة مصر، ويكون «قميص ريجينى الإيطالى» هو الشماعة والحجة لتهديد أمن مصر والتدخل فى شؤونها الداخلية والسيادية، نعم لقد أصبح مقتل هذا الطالب الإيطالى حجة لكل من هب ودب للتدخل فى شؤوننا، والكارثة أن هناك من المصريين من يساعد الجانب الإيطالى فى حربه على مصر، مثل المحامى الفاشل والهارب عمر عفيفى الذى أرسل رسالة إلكترونية للجانب الإيطالى يتهم فيها الجانب المصرى بأنه وراء مقتل ريجينى، بل حدد اسم اللواء خالد شلبى، مدير مباحث الجيزة، بأنه المتهم الرئيسى فى جريمة القتل، وهو ما نفاه الجانب المصرى، ولكن إيطاليا مازالت ترى أن الأمن المصرى هو الفاعل، ثم جاءت الكارثة الثانية عندما أرسلت والدة خالد سعيد الذى قتل أثناء مطاردة أمنية مع بعض المخبرين بالإسكندرية منذ عدة سنوات، لأسرة الطالب الإيطالى كلمة مسجلة لها تقدم العزاء، وهو يعنى أن أم خالد سعيد تتهم الأمن المصرى بأنه وراء قتل ريجينى كما قتلت ابنها خالد سعيد، وهو ما فهمه الجانب الإيطالى.
ويبدو أن مراهقى يناير وبعض النشطاء يحرضون بشكل غريب على مصر، وهو ما يجعلنى أطالب الأجهزة الأمنية فى مصر بالسعى للقبض على الجناة، لأن استمرار فتح هذه القضية دون العثور على المتهم الحقيقى سيكون بمثابة بوابة إبليس لكل من أراد التدخل فى شؤون مصر، خاصة أن جماعة الشر الإخوانية بدأت تظهر فى الصورة، وقبلها ظهر مراهقو يناير ونشطاء الغبرة، فهل نساعد هؤلاء على تدمير مصر؟
إننى أرى مجموعة من مراهقى يناير ونشطاء الفيس بوك تحاول تصفية خلافاتها والانتقام من نظام الرئيس السيسى عبر تحريضها للجانب الإيطالى لفرض عقوبات على شعب مصر، فهل هؤلاء مصريون؟ بالطبع الإجابة بالنفى.
وأخيرا علينا جميعا أن نعتذر عن قتل مواطن إيطالى فى بلدنا، علينا جميعا أن نعترف أننا تعاملنا مع ملف مقتل الطالب الإيطالى «جوليو ريجينى» بصورة خاطئة، أخشى أن يستغلها أعداء الوطن فى الداخل والخارج، ويتم الإيقاع بنا كما حدث فى العديد من المواقف والقضايا التى تتشابه أحداثها مع أحداث قتل مواطن أجنبى فى مصر، وما بين الاعتراف والاعتذار مازلنا نبحث عن القاتل الذى أصبح لغزا ليس للجانب الإيطالى، بل للجانب المصرى الذى عجز حتى الآن فى أن يقدم الجناة الذين قتلوا «ريجينى».