عامان فقط ويتحقق المستحيل بفضل الرئيس والقوات المسلحة والهيئة الهندسية
قيمة عظيمة أن يحس الحاكم بمعاناة شعبه، ويعقد العزم على تحقيق حياة كريمة تليق بآدمية البشر، لمواطنين مصريين يعيشون فى حفر من جهنم، تحاصرهم الزبالة والقاذورات والأوبئة والأمراض، وعندما تنتهى البلاد من مشكلة العشوائيات الخطرة خلال عامين، يكون عبدالفتاح السيسى أول رئيس مصرى يقتحم المستحيل ويحقق إنجازا حضاريا غير مسبوق فى تاريخ مصر، وينقذ «أهالينا» الذين يعيشون فى حظائر قذرة، فيسكنون شققا تدخلها الشمس والهواء والمياه النظيفة، ويشعرون أن بلدهم يحنو عليهم ولم يجحد بهم، ولم يتركهم يقاسون حياة الذل والهوان.
شقق واسعة فى عمارات نظيفة وشوارع مرصوفة فيها أشجار، تحفظ الآدمية والكرامة الإنسانية، وتؤكد أن الدولة فى خدمة الشعب، ولا تسرق الشعب وتنهب ثرواته، دولة تواجه أصعب المشاكل بحلول جذرية، بعد أن امتنعت كل الحكومات فى العهود السابقة عن الاقتراب من حقول ألغام اسمها العشوائيات، التى تهدد بالانفجار والفوضى فى أى وقت.
شاهدت بنفسى فى عهود سابقة وزراء إسكان لا يمنحون الأراضى والشقق إلا للأثرياء وأصحاب النفوذ، ووقف أحدهم يتباهى بأنه سيبنى مشروعا لإسكان الفقراء ومحدودى الدخل، مساحة الشقة 35 مترا يسكنها الزوج وزوجته وأولاده، وأحيانا أمه وأخته المطلقة وأولادها، توفيرًا للتكلفة، وكأن البشر أرانب يسكنون جحورًا، ويحشرون فيها دون مراعاة لأى اعتبارات إنسانية أو أخلاقية، ونفس هذا الوزير الأصفراوى، كان يمنح أراضى الدولة لرجال الأعمال بسخاء منقطع النظير، ليكسبوا من ورائها مليارات، وكأن مصر عزبة أجداده، فيمنح أراضيها هبات لمن يشاء، واستفحلت مشكلة العشوائيات حتى أصبحت ورما سرطانيا، يحتاج جراحا جريئا يخلص الجسد من أوجاعه، ولديه إيمان راسخ بحق «أهالينا» فى الحياة، بعد أن أدارت الدولة لهم ظهرها فى كل فترات الحكم السابقة، ودللت الأغنياء على أمل أن يساعدوها، وأن تعم خيرات عوائد التنمية على الجميع، لكنهم خذلوها وامتلأت أرصدتهم حتى التخمة، واتسعت الهوة فزاد الأغنياء غنى والفقراء فقرا، ولم تكتف الرأسمالية المتوحشة بمص دماء الدولة وثرواتها، بل استثمرت فقر الغلابة والمحتاجين، وحولتهم إلى أصفار فى حساباتهم الساخنة.
من حقنا أن نسأل عن مشروع إسكان الشباب، الذى تم الإعلان عنه منذ عشر سنوات، الذى منح أحد وزراء الإسكان السابقين أراضيه لكبار رجال الأعمال، ليبنوا عليها مساكن للشباب، فحصلوا على الأرض والتسهيلات، وحولوه إلى مشروع استثمارى، وباعوا الشقق بأسعار فلكية، دون مرافق أو خدمات وحققوا ثروات هائلة، ثم ظهروا فى وسائل الإعلام يعلنون التبرع لصندوق تحيا مصر، وانتهت مظاهرة الحب الزائف دون أن يتبرعوا بشىء، أما العشوائيات فكانت بالنسبة لهم دجاجة تبيض ذهبا، وخططوا للاستيلاء على الأراضى الثمينة فى قلب القاهرة، بعد تهجير قاطنيها، ليحققوا من دماء الغلابة مليارات أخرى.
عامان فقط ويتحقق المستحيل، بفضل الرئيس والقوات المسلحة والهيئة الهندسية، أبناء الوطن الأوفياء الذين يسابقون الزمن لبناء دولة عصرية، تتسع لكل أبناء الشعب وتوفر لهم حياة كريمة، ورغم ذلك فهناك قوى الشر التى تتربص بأى إنجاز عظيم يحدث على أرض مصر، ويحرضون الغلابة والفقراء على عدم ترك العشش التى يسكنون فيها، بزعم أن الدولة ستضحك عليهم وتأخذ أراضيهم وتنقلهم لمساكن صحراوية بعيدة عن أماكن عملهم.
سوف تفشل مؤامراتهم عندما يتأكد سكان العشوائيات أن الأحياء الجديدة ستنشأ فى نفس أماكنهم القديمة، وأنه مضى عهد الزواج غير الشرعى بين السلطة والثروة، ورحل وزراء الشقق الـ35 مترا دون رجعة، ونتمنى من الله أن تغرب شمس الظلم الاجتماعى، الذى أوقع البلاد فى أتون 25 يناير، بسبب انهيار العدالة الاجتماعية، وانحياز السلطة للثروة وليس للشعب، الذى هو مصدر السلطة والثروة.