حضرت خطاب الرئيس أوباما الذى ألقاه أثناء حفل تخرج دفعة طلاب ٢٠١٦ جامعة "روتجرز" ولاية نيوجيرسى، أوباما الذى أصبح ينتهز تواجده فى أى مناسبة وينتقد الحملة الانتخابية لدونالد ترامب ويهاجمها قد حَول ساحة ملعب "هاى بوينت" المقام به الاحتفال إلى منبر هجوم سياسى وتحريض برسائل قوية ضد مرشح الجمهوريين وسط تأجيج الحضور والتأكيد على عدم وجود ورقة رابحة لتجربة ترامب الانتخابية، فبدلاً من الحديث عن قائمة مقترحات مهمة قُدمت من الجامعة وتشير لجهود طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس الذين قاموا بالتحضير والعمل عليها طوال أعوام من مراسلات للبيت الأبيض فى انتظار هذه اللحظة لزيارة رئيس الولايات المتحدة لأقدم جامعات أمريكا وتميزها عن باقى الجامعات، تحولت المناسبة إلى هجوم سياسى شديد اللهجة ومباشر لتصريحات ترامب واتهامه بأنه يرغب فى بناء جدار يعزل الولايات المتحدة الأمريكية ويمنع دخول جنسيات بعينها من المهاجرين فى الوقت الذى يرفع شعار حملته الانتخابية بأنها تريد أن تجعل أمريكا الدولة العظمى مرة أخرى.
وفى تحريض مباشر للعمل على تشكيل مصير انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية والعزوف عن انتخاب ترامب، وكان ذلك أمام أكثر من ٦٠ ألف من الحضور بينهم عدد كبير من العرب والمسلمين إلى جانب البث المباشر من البيت الأبيض للحدث، قال أوباما إن "الجهل ليس فضيلة" فى إشارة إلى ترامب وتصريحاته الأكثر جهلاً وليس لها مكان وسط مستقبل العلم والتطور، وقال إن هذا الجيل الأكثر قدرة على تغير المستقبل وخلق عالم أفضل حتى وإن كانت البيئة فى حالة دائمة من التغير والتناقضات .
أوباما جعل بالأمس القريب قضية تصريحات ترامب فى بناء جدار على حدود البلاد وتصريحاته حول عزل المسلمين والحط بهم ومعاملتهم بشكل عنصرى الأكثر سخرية بين جموع الطلاب فى حديثة المفتوح وهو يعنى هذا لأنه استهدف عددًا لا بأس به من الطلاب المسلمين وكانوا متواجدين أثناء الاحتفال، وقال إن هذه التصريحات لترامب تعد خيانة للقيم بل من شأنها أن تُنفَّر شركاء الولايات المتحدة فى مكافحة التطرّف وتكشف العنف الحقيقى فى مُرشح يُفترض أن يمثل أمريكا وهى خرجت عن الحدود مما لا يدع مجالاً للشك أن ترامب لا يصلح لشغل منصب رئيس الولايات المتحدة.
كلما اقترب موعد حسم هذه الانتخابات زاد ترقب الشارع الأمريكى للحدث والخوف من المجهول، وكان الخطاب فى مكانه الصحيح وربما التوقيت الصحيح فإن هذا القدر الهائل من المخصصات التى وفرها أوباما لدعم ميزانية التعليم عام بعد عام إبان فترة توليه والتى وصلت إلى ٦٩.٤ بليون ربما لن تتوفر مع تولى رئيس ليس على القدر الكافى من العلم يفتعل العداوة! لاسيما الجنسيات والطوائف المتنوعة التى تعيش فى أمريكا باختصار فما قاله أوباما فى الخطاب أربك عقول الكثيرين جعلهم يحسمون أمر ترشيح ترامب حتى إن الصحف فى اليوم التالى فتحت النار هى الأخرى وانتقدت آراء المرشح.
ومع اقتراب نهاية الفترة الرئاسية لأوباما تتنامى التكهنات بخصوص التغيرات التى من المحتمل أن تطرأ على السياسة الخارجية الأمريكية.
يذكر أن أوباما بدأ حياته السياسية عام ١٩٩٦ حيث تم انتخابه عضوًا فى مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوى لينخرط بعد ذلك فى أنشطة الحزب الديمقراطى التى تتصدر وتستحوذ على أغلبية أصواته هيلارى كلينتون والتى سوف تكون الشهور المتبقية لها هى الأهم فى حصاد حياتها السياسية حتى موعد حسم الفوز الرئاسى.