مضى علينا يوم من أصعب الأوقات التى تمر بها الحبيبة الغالية مصر، التى تعانى من الضربات ومحاولات القضاء عليها منذ سنوات، ولكنها بفضل الله تعالى وأبناء مصر المخلصين سوف تظل بلادنا الصامدة والباقية بإذن الله، ودعونا هنا نتوقف قليلاً فلا يوجد إنسان متعقل حتى الآن لم ير بعينه المجردة كم المؤامرات التى تحاك بها وبنا وبعيدًا عن الحديث عن المؤامرة التى يرفض البعض تناولها أو وضعها محل اعتبار لكم هذا وسوف أعود إلينا نحن البشر والمتشدقون بالإنسانيات والحقوق الذين يغفلونها تارة ويذكرونها تارة،
مشهد الأمس الدامى نعم إنه من وجهة نظرى اليوم الدامى وأعتذر مسبقًا إن كان استخدامى لهذه التشبيهات لن يروق للبعض ومع تأكيدي دائمًا على رفضى التام للتعميم.
سوف أحدثكم عن هؤلاء مصاصى الدماء الذين عادوا وبقوة من الأسطورة يعيشون بيننا نراهم فى الصباح كأنهم أناس مثلنا وينتظرون الظلام أو الكارثة التى تحل علينا حتى يحين وقتهم فى التحول والتجول بين أجسادنا يمتصون دماءنا حتى يصبحوا هم مخلدين فى الحياة.
لا تتعجبوا وانظروا حولكم ولماذا تتبعدون، إليكم العالم الافتراضى ومواقع التواصل مرورًا بالشاشات الفضائية والمواقع الإلكترونية ولا أعمم ولكن ألم تشاهدوا فى كل ما ذكرت مصاصى الدماء؟!
لقد ذكرت الأسطورة عنهم أن أى شخص يمكن أن يتحول إلى مصاص دماء بالعدوى تنتقل من شخص مصاب دموى يظهر الطيبة ويستخدم كل أساليب المراوغة حتى ينقض عليك لتصبح مثله لا تتألم وتفقد خصائص البشر، تبحث عن ذاتك فقط وتنتظر الضحية، وهنا أيضًا سوف أترك الأسطورة وانتقل إلى الواقع لنرى باختصار كيف تحول بعض منا إلى دراكولا.
منذ خمس سنوات ونحن مع مرور الوقت نفقد دون أن نشعر وأتمنى هذا أننا فاقدون للشعور الذى يجعلنا ننتبه لفقدان المعانى الإنسانية وهى أساس الرقى، نتعامل مع الشهداء، كأنهم أرقام ومجرد خبر ربما نتألم عليهم للحظات، ثم ندخل فى دائرة النسيان مشاهد القتل والفضائح الأكثر مشاهدة وصور الألم والدموع الأكثر تداولاً.
لقد ظهر فى الإعلام والصحافة مصاصو الدماء من وقت ليس ببعيد ولا قريب صنعوا المجد لأنفسهم وهم ينهشون فى قلب بلادنا ومنا من يصفق لهم ويطالبهم بالاستمرار افتحوا أفواهكم وانقضوا عليها إنى معترض.
وليشاهد العالم الذى يعلمهم أن الحرية لا تأتى سوى بنثر دماء تلك الأفواه المفتوحة بكل ما هو مقزز ومسيء تخرج أنيابهم وتخترق الأجساد إنها الشفافية التى تجعلنى أسعى لكشف عوراتك دون حسبان وبعدها لابد من مرحلة التقطيع حتى يحصلوا على البطولة المزيفة.
لن أتحدث عن الشماتة وهؤلاء الذين كانوا يلهثون بالأمس وراء القلوب التى يدميها الألم والنفوس المحترقة وهم يبحثون عن كلمة يشبعون بها أنفسهم دون النظر أو الإشفاق أو حتى الشعور بالأسى فكونى من الباحثين عن الحقائق فإن هذا لا يعطينى الحق لاختراق الأجساد والتلاعب بالقصص أو اختلاقها أحيانًا.
وأخيرًا ما دمنا وبدون تعميم سوف نستمر فى استخدام تلك الشماعات بدعوات مختلفة حتى نجد المبرر الكافى لنهش جسد الوطن واختراق أجساد بعضنا البعض فإننا قادمون لا محالة لخلق بيئة خصبة لمصاصى الدماء وعلينا وقتها أن ننسى أو نتناسى لما أصبح يكرهنا البشر ولماذا سوف يبتعد الناس عنا وسوف يقضى هؤلاء على أسمى وأرقى المهن التى خلقت لإنارة العقول وكرمها الله سبحانه وتعالى وذكر القلم والقراءة فى كتابه الكريم.
سلمت يا مصر.. سلمت يا مصر