مما لاشك فيه، أن وزارة التعليم، من أكثر الوزارات التى تواجه يوميا سيلا من الشائعات والأكاذيب، لمستوى وصل إلى التعمد الممنهج من قبل مغرضين على "السوشيال ميديا" من أجل إثارة البلبلة بشأن العملية التعليمية، لدرجة أن هذه الشائعات طالت الوزير نفسه، مستغلين العالم المفتوح على شـبكات التواصـل الاجتماعى بعد أن أصبحت رخصـة مفتوحـة تسـمح لأى شـخص يقـوم باسـتخدامها دون قيـود قانونيـة أو ضمائرية.
وللأمانة الشديدة، فإن وزارة التعليم رغم كثافة الشائعات التى تتعرض إليها يوميا، إلا أنها الأنشط، وخاصة الدكتور طارق شوقى الذى لا يكل ولا يمل من التوضيح والشرح مستخدما كافة القنوات الشرعية، لطمأنة الرأي العام، وتوضيح الحقائق والرد على المغلوطات وإثراء الشفافية، سواء بالكتابة اللحظية على صفحته الرسمية على الفيس بوك، أو إتاحة البيانات الحكومية على موقع الوزارة أو بالظهور فى الفضائيات والتواصل الدائم مع الصحفيين، وخاصة بعد جائحة كورونا العالمية، والتى كان لها تداعياتها على النظام التعليمى والمنظومة كلها.
وجاءت أزمة وباء كورونا، واستخدمها المغرضون سلاحا جديدا لبث السموم فكثرت الشائعات، ونموذجا على ذلك، الترويج لإلغاء الامتحانات قبل بدء العام الدراسى بساعات، ثم تبعتها شائعة إغلاق المدارس بعد تحصيل المصروفات من أولياء الأمور، تلك الشائعة التي وصفها الوزير وقتها بالسخيفة، لتأتى شائعة أخرى تؤكد إلغاء نظام الحضور والغياب بالمدارس، لتخرج الوزارة وتؤكد أنه لا غياب دون عذر قهرى وتفعيل الغياب الإلكترونى.
وتزاد تلك الشائعات رواجا تزامنا مع موسم سوء الأحوال الجوية، والادعاء بوقف الدراسة، رغم أن مجلس الوزراء أكد أكثر من مرة، أن تعليق الدراسة يكون من اختصاص المحافظين، حسب الحالة في كل محافظة على حدة، لتتوالى الشائعات سواء بإلغاء نظام التعليم التجارى، أو تحويل المكتبات المدرسية لفصول دراسية، والادعاء كذبا بفرض رسوم على دخول الامتحانات للطلاب الراسبين بالتعليم العام والفنى وزيادة رسوم الكتب الدراسية بالمدارس الخاصة، والادعاء بعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا واتهام الوزارة بتعريض صحة الطلاب للخطر.
أما الحديث عن شائعات المناهج فحدث ولا حرج، فمرة الحديث كذبا عن أخطاء بمنهج التربية الإسلامية، وتارة أخرى، الحديث كذبا عن إلغاء القصة من مقرر اللغة العربية بالمراحل التعليمية، وكذلك الحديث كذبا عن تغيير منهج الصف الثالث الثانوي، وغيرها من الأحاديث والافتراءات، والمزعج أن هذا انتشر رغم وجود لجان مكلفة بمراجعة كل المناهج الدراسية بمختلف المراحل التعليمية وتدقيقها وتدارك أى أخطاء قد تحدث بها قبل اعتمادها للطباعة.
والعظيم في ظل حرب الشائعات، الدولة تعمل ليل نهار على استمرار العملية التعليمية غير عابئة بدعاوى المتطرفين والمغرضين، بل تسعى دوما إلى إتاحة عدد من الوسائل التعليمية الأساسية والمساعدة مثل إطلاقً عدد من المنصات الإلكترونية التعليمية والبديلة للكتب، للتسهيل على الطلاب من خلال منصة البث المباشر للحصص الافتراضية، والمكتبة الإلكترونية، ومنصة إدمودو، ومكتبة الدروس الإلكترونية، وبرنامج اسأل المعلم، والكتب التفاعلية الإلكترونية، وبنك المعرفة المصر، لتكون بدائل حقيقية للنظام التعليمى. منصة ادمودو, المناهج, الدراسة
وأخيرا.. يجب أن يعلم الجميع أن مخططات هدم الدولة تبدأ بنشر الشائعات وإضعاف الثقة في مؤسساتها وتزييف وعي المواطنين وبث الشكوك بين أطراف المجتمع، وأن الحل الوحيد للتصدى لهذه المخططات يأتى بتضافر الجهود ونشر الوعي السليم، فالحفاظ على كيان الدولة واجب على كل مواطن، مثله مثل مقاومة الإرهاب فى كل صوره الفكرية والمادية والمعنوية، فالمصدر الأساسي لقوة ومناعة المجتمعات هو صلابة مواطنيها في مواجهة حملات هز الثقة وإثارة البلبلة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمستقبل أبنائنا..