من أبرز المفكرين في مجال نقد الفكر الديني المعاصرين، البروفيسور سامي عبد العال، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب، جامعة الزقازيق، الذي يشكل فكره في نقد الفكر الديني، ليس امتدادا لأعمال فلاسفة ومفكرين بارزين من العقلانيين العرب مثل محمد عابد الجابري، حسن حنفي، ، صادق جلال العظم، نصر حامد أبو زيد ، محمد أركون، حسن حماد وآخرين، فحسب- بل قدم عبد العال نقد النقد، لأطروحات نقد الفكر الديني، مؤكدا على ضرورة ألا يتحول نقد الفكر الديني إلى نقد الدين ذاته، أو إلى رؤية أيديولوجية، نقدا يحرر الإنسان من سلطة الأوصياء، ومن دعاوى امتلاك الحقيقة المطلقة. ما الفرق إذا بين فكرة "الأستاذية" عند منظري الإسلام السياسي، ومثقفي اليسار والليبراليين؟ ..إنه نقد لكل تلفيق وتسييس وتزييف للوعي وتغييب للعقل.
يقدم الدكتور سامي عبد العال في كتاباته ومنها: "نقد فلسفة التسامح"، "المواطنة"، و"الحدث والخطاب: دراسة في فلسفة الثقافة"، ومقالات علمية منشورة في مجلات وصحف ومواقع مغربية وعراقية، رؤية تفكيكية للخطاب المغاير للعقل، ففي مقال" الدين بلا رجال دين"، يطرح عبد العال تحليلا جديدا للعلاقة بين كورونا والسلطة باسم الدين، وكيف أنَّ "وباء كورونا أبْطّل فعل السلطة الزمنية للأديان، بمنع الطقوس الجماعية والحيلولة دون الشعائر في بيوت العبادة( منع الصلوات والفروض والمناسك كالعمرة والقُداس بالكنائس والأعياد بالمعابد اليهودية)، جعل التباعُد الجسدي رمياً روحياً للانفراد بالذوات دون إلزام خارجي إلاَّ من خوفٍ على الحياة. فالبيولوجيا أعادت الدين (الاعتقاد والسلوك الجسدي) مجرداً من سلطته العينية العمومية، وتلك كانت حالة التدين الأولى".
ويواصل عبد العال نقد الفكر الديني، في مقاله" أين الفيروس الكافر؟"، ينتقد الإسلامويين الذين انحرفوا بتأويل النصوص عن مضمونها الحقيقي، في إطار الاحتقان الأيديولوجي التاريخي مع المجتمعات الأخرى غير الإسلامية، " ذهب بعضهم (ويا للفاجعة والجهل المطبق) إلى أنَّ كورونا مؤمن( تمام الإيمان)، ذلك أنَّه(برأيهم) يحمل سيف الموت على الكفار وأهل الفسق والفجور: إمَّا ردعاً لمواقفهم المتعنتة تجاه المسلمين (اضطهاد مسلمي الإيجور الصينية) وإمَّا لإعطائهم درساً حيَّاً بسبب الابتعاد عن الله(الإلحاد وانحراف الغرب)".
أما في مقال "ببجي الخِلافة في عصر ما بعد الحداثة"، يقدم مفكرنا نقدا لمحاولات إحياء الخلافة من قبل الجماعات الجهادية والتكفيريين، باستخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة، أو الخلافة الديجتال، التي من أجلها وظفت جماعات وتنظيمات وحركات مثل داعش الإرهابية، ألعابا الكترونية، فيديوهات، صورا بديلة، جرافيك وأنيمشن، لصالح فكرة شرعنة عودة الخلافة ودار الحرب ودار الإسلام، وفسطاط الكفر والإيمان، وإقامة دولة الإسلام المثالية أو الجنة الأرضية، ومن خلال ببجيPUBG ، وغيرها من الألعاب والخيالات الإلكترونية، والدردشات السرية، جندت داعش شبابا وفتيات غربيات، وما هي إلا شهور حتى تحولت تلك الهلامات إلى جحيم أرضى. أفلا تعقلون؟