تحور فيروس كورونا أصبح حديث العالم، وخاصة بعد إعلان بريطانيا عن سلالة جديدة، وإعلان فرنسا اكتشاف أول حالة، وكذلك عدد من الدول الأوروبية، الأمر الذى أدى إلى تسارع الدول والحكومات بفرض قيود جديدة صارمة، بشكل أعاد الأجواء إلى ما يشبه بداية انتشار الوباء .
وأصبح العالم أمام حالة من الجدل، حيث خرجت دعوات من خبراء في هذا المجال، تنصح بعدم المبالغة في ردود الفعل على هذا التحور، مع التشديد على أهمية إجراءات الوقاية ضد الفيروس، مؤكدين أن التحور في الفيروسات يحدث باستمرار، وأنه تم رصد عدة تحورات لكورونا خلال الأشهر الماضية فى عدد من الدول أهمها الصين، وأن هذه التغيرات هى فى جزئيات من سلوك الفيروس، وليست فى تركيبته .
فيما ذهبت دعوات أخرى، تؤكد أنه ما زالت الأبحاث جارية، وليس هناك معلومات مؤكدة تثبت أن تزايد الإصابات والانتشار هو التحور، وأن الأمر مرتبط بتراخى الناس بإجراءات التباعد، بعد أن ملوا من طول فترة القيود، والاعتقاد بأن تأثير الفيروس على الشباب أقل، إضافة إلى اعتبار أن توافر اللقاحات بمثابة رخصة للتساهل، وهذا سبب الانتشار، وأن السلالة الجديدة المتحورة ما هى إلا درس لتذكير الناس بأهمية الالتزام بإجراءات الوقاية، وخاصة أنه ليس معروفاً حتى الآن كم ستستمر مناعة اللقاح بعد التحصين، وهل الشخص الذى تلقى جرعة اللقاح سيبقى ناقلاً للعدوى أم لا؟ وكم من الوقت سنحتاجه لأخذ كل الشعوب اللقاح فى العالم؟
لكن ما يشجع على التفاؤل، تأكيد علماء الفيروسات، أن هناك عائلات من الفيروسات تشهد طفرات سنوية تؤدى إلى تحور السلالات المعروفة إلى سلالات جديدة، مثل ما يحدث مع الإنفلونزا، حيث يتم إعطاء لقاح الإنفلونزا كل عام، وليس لمرة واحدة، وأنه لا يمكن حصر عدد سلالات فيروس الإنفلونزا، وبالتالى سنكون أمام هذا السيناريو التي مفاده، أن خلال فترة سيطرة العالم على وباء كورونا، يتحور الفيروس عبر طفرات جينية، وتظهر سلالات جديدة، مثلما هو الحال مع الإنفلونزا، ولا يكون أمام العالم سوى التعايش معه بإجراءات الصحة العامة، والتطوير فى اللقاحات الموجودة.
لذا.. يجب علينا أن نعلم أن المعركة لا تزال طويلة، وليس معنى توفير اللقاحات، أن الحياة ستعود إلى ما كانت عليه منذ عامين، وأن الحل هو المعايشة والتأقلم والتكيف مع أنماط جديدة في العمل والحياة الاجتماعية، باستخدام كافة الإجراءات الاحترازية بكل صرامة وجدية، إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا..