هل تعرف كيف يتخلص المصريون من القمامة؟ وهل هناك إحصاء رسمى بهذه القضية؟.. الإجابة على السؤال بشقيه ستجدها فى الصفحة رقم 203 من الكتاب الكامل لبيانات التعداد القومى للسكان والإسكان والمنشآت، الذى أجراه جهاز الإحصاء عام 2017، تحت مسمى "نسب الأسر لكل وسيلة من وسائل التخلص من القمامة"، وعدد هذه الأسر الآن وصل إلى حوالى 24.7 مليون أسرة، بينما فى وقت إجراء التعداد كان حوالى 23.4 مليون أسرة.
تصنفيات تخلص الأسرة المصرية من القمامة كثيرة، أولها وأكثرها استخداماً "متعهد القمامة"، وتمثل نسبته 52.6% من إجمالى الأسر، بينما حوالى 44.5% من إجمالى الأسر يلقون القمامة عن طريق صندوق المهملات، و20.6% يتخلصون منها عن طريق الحرق، إلا أن المفاجأة التى لم أتوقعها أن 19.4% من الأسر المصرية يلقون القمامة فى الشارع!!
محافظة الإسكندرية أكثر المحافظات التى تلقى فيها الأسر القمامة فى الشارع بنسبة 32.9%، بينما القاهرة تمثل نسبة 13.4%، وأخيراً جنوب سيناء بنسبة 7.3%، كأقل المحافظات التى تلقى قمامتها فى الشارع، وكل ماسبق من أرقام يمكن الرجوع إليه من خلال الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء باعتباره الجهة الرسمية التى تصدر الأرقام والبيانات والإحصائيات فى مصر.
الإحصائيات المذكورة فى السطور السابقة تشير إلى كارثة كبيرة وأزمة حقيقية فى الوعى العام لدى المصريين، وهذه قضية صعبة جداً، تحتاج إلى جهد حقيقى من وسائل الإعلام ووزارة البيئة وأجهزة الحكم المحلى فى الأحياء ومراكز المدن ومجالس القرى باعتبارها "مجهود رئيسى".
خطورة القضية تتزايد مع انتشار الأمراض الوبائية وجائحة "كوفيد – 19" العالمية، والتخلص من الكمامات، فإن كان 19.4% من الأسر يلقون القمامة فى الشارع، فقطعاً هذه النسبة موجودة أيضا عند التخلص من الكمامات والمخلفات الخاصة بالتعامل مع كورونا، وهذا مؤشر خطير نظراً لطبيعة انتشار المرض وتأثيره على المجتمع وإمكانية التحور أو إنتاج أشكال وصور وسلالات جديدة، لذلك يجب أن نتخلص من هذه النسبة الصادمة " 19.4% "، حتى تتغير بصورة جذرية فى نتائج تعداد 2026 المنتظر، فلا يليق بهذه الدولة الكبيرة أن يتخلص ملايين المواطنين فيها من قمامتهم عن طريق الشارع.
إحصائيات وأساليب تخلص الأسر من القمامة يجب أن تكون تحت الدراسة والتحليل من جانب أجهزة وزارتى البيئة والتنمية المحلية والأجهزة المعنية، حتى يمكن الاستفادة من هذه الأرقام ومعالجة ما يرتبط بها من سلبيات، بالإضافة إلى الإسراع فى تأسيس شركة النظافة الحكومية، التى نسمع عنها منذ سنوات طويلة، دون خطوات فعلية أو تنفيذ حقيقى على الأرض.
يجب أن تكون هناك قوانين وتشريعات واضحة للتعامل مع القمامة والمخلفات، وتجريم إلقاء المخلفات فى الشوارع، وإلزام المحال التجارية والأكشاك والأسواق وكل الأنشطة التجارية أن توفر سلال مهملات كبيرة لجمع القمامة، فالأرقام لن تتغير إلا إذا تغيرت سلوكياتنا أولاً، وهذه ليست قضية حكومة أو مؤسسات دولة بقدر ما هى أزمة وعى..