هل نستسلم للإعلام الغربى؟

هل نستسلم للإعلام الغربى؟.. حديث المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، قبل أيام حول ما تروج له شبكة عالمية مثل CNN الأمريكية حول سقوط طائرة مصر الطيران، ووصفه بأنه أمر «لا يبعث على الاحترام»، هو حديث كاشف لما نتعرض له من محاولات «دنيئة» وخبيثة فى ذات الوقت، للإيقاع بالدولة وإظهارها فى شكل الدولة الفاشلة.

فما تفعله «CNN» ومعها صحف بريطانية مثل «الجارديان»، وأخرى أمريكية كـ«نيويورك تايمز»، وهى تغطى حادثة سقوط طائرة مصر للطيران فى البحر المتوسط بعد إقلاعها من مطار شارل ديجول الفرنسى، والسعى الدائم من جانب الإعلام الغربى للترويج لروايات «غير حقيقية»، تستهدف غسل يد طرف أصيل فى المعادلة، وهى فرنسا، وتحميل مصر المسؤولية الكاملة، هو استمرار للحرب الشرسة التى تواجهها مصر من الإعلام الغربى، الذى لا يتوانى فى الحديث عن السلبيات وتضخيمها، واختلاق الكثير منها إذا لم يجدوا شيئًا يستحق التعليق أو التضخيم.

بدأوا بالطائرة الروسية وقتلوا بها السياحة المصرية، من خلال حملة تشنيعية شديدة الوطأة على مصر، واستكملوا الحملة بقضية مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، الذى حملوه لمصر دون أن يكون لديهم دليل واحد، واليوم يريدون تحميل الدائرة على مصر بتحميلها مسؤولية سقوط طائرة مصر للطيران فى البحر المتوسط، حتى قبل ظهور الحقيقة.. يستبقون الحقيقة وكأنهم يمتلكونها، والسبب معروف للجميع، وهو مصر.

أعلم أن كثيرين لا يروق لهم نظرية المؤامرة، لكن القضة من وجهة نظرى لم تعد مقتصرة على النظرية، لأن التنفيذ بدأ بالفعل على الأرض تحديدًا بعد ثورة 30 يونيو 2013، فلا يذكر اسم مصر فى الإعلام الغربى إلا ويأتى مقرونا بكارثة أو مصيبة كبرى، ولسان حالهم أن مصر دولة فاشلة وغير آمنة، ولا تستحق الوجود من الأساس.

المؤامرة لم تعد نظرية تقبل النقاش أو الجدل، بل هى واقع نعيش أعراضه الآن، لأن الوقائع كثيرة ولا يخطئها حتى من وضع نفسه فى موضع المحايد، إلا إذا كان معصوب العينين لا يرى كل ما يجرى حوله، فالوقائع كلها تؤكد أن مصر تمر بوضع استثنائى صعب، وهناك مؤامرة واضحة المعالم تُحاك ضدها، يلعب فيها الإعلام الغربى دورا كبيرا، وفقًا لخطة مدروسة ومحكمة وواضحة المعالم، هدفها الوحيد إسقاط الدولة المصرية أو إخضاعها، وطالما بقيت مصر صامدة ستشتعل الحرب ضدها.

القضية لا تتعلق بنظرة كل واحد منا للنظام المصرى أو الحكومة، فالقضية أكبر من ذلك بكثير، هى أكبر من حبك او اعتراضك على الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأن الحملة لا تستهدف السيسى بمفرده، ولا الحكومة، وإنما هدفها الدولة المصرية بالكامل، وقد أكون أنا أو أنت أعضاء فى هذه الحملة، من خلال الترويج لأكاذيب الإعلام الغربى ضدنا، لكن علينا أن ندرك جميعًا أننا فى هذه الحالة لسنا إلا وقودا يستعمله الآخرون لحرق البلد، تمامًا كما تحاول بعض الأطراف الخارجية استخدام أذرع لها داخل مصر لحرق البلد، سواء بالدعوة إلى مظاهرات، أو اللعب على حماس المصريين وضربهم.

الحل من وجهة نظرى لمواجهة هذه الحرب لابد أن يكون متعدد الاتجاهات، لكن الأهم أن يكون لدينا صوت فى الخارج نواجه به هذه الحملة والأكاذيب، لأننا للأسف أدمنا الحديث مع أنفسنا دون أن يسمعنا الآخرون، فننتقد الإعلام الغربى لكن بلغتنا التى لا تصل للخارج، يضاف إلى ذلك بالطبع أن المشهد الإعلامى الآن فى مصر غير إيجابى، فالأولويات أصبحت غائبة أو على الأقل غير محددة لدى الكثيرين، وهو ما يتطلب جهدا مضاعفا من الجماعة الصحفية، أولًا لتصحيح المسار الداخلى، وتحديد الأولويات الوطنية، وبعد ذلك تطوير آليات التخاطب مع العالم الخارجى، والتخلى عن سياسة الانكفاء على الداخل فقط، والتى أفقدتنا الوجود الخارجى.

بالطبع هناك مسؤولية مباشرة على الدولة التى عليها أن تعيد تقييم تعاملها مع الإعلام، سواء فى الداخل أو الخارج، وأن تبحث عن وسائل جديدة لزيادة وتيرة التواصل، حتى لا نكون رهينة لأكاذيب تستهدفنا، وهذا يحتاج إلى الإسراع فى عرض قانون الصحافة والإعلام على مجلس النواب لإقراره، وتشكيل المجلس الوطنى للإعلام، مع وضع خطة لإعادة هيكلة التليفزيون المصرى، وكل الصحف والمجلات القومية، التى لم يعد لها وجود أو تأثير الآن.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;