وكأنها الأيام تعيد نفسها، ولا يتعلم أحد الدرس، طغت فرحة الأهداف على ضياع الأرواح، استطاع احمد الشيخ ومؤمن وسليمان، أن يعلقوا أحزاننا لمدة٩٠ دقيقة ، ولما لا ومصر لم تحزن كحزنها على خروج مصر من كأس العالم، دمعنا مع اللاعبين وشاركنهم الاحزان ولم نفر واحدة تجاه عذاب اهالى من ماتوا واستشهدوا ، فهنا الطائرة سقطت والاشلاء طفت.
وفاز الأهلى على روما وكذبنا كذبتنا فقلنا "الاهلى دائما ما يغسل الأحزان" وهنا فقط طبقنا مقولة " الأهلى فوق الجميع " وجعلناه فوق الجميع ، وهناك فى ٢٠٠٦ حمل حسام حسن كأس الامم الافريقية ومن خلفه مبارك ومن أمامه الشعب وآخرين يواجهون الغرق فى عرض البحر على متن السلام ٩٨ وكذبنا كذبتنا فقلنا "الفرحه نسيتنا الهم" ، إذن نعم ، نجحت الكرة فى إغشاء البلهاء.
المستحيل فينا
ان المستحيل صنيعتنا وكذبتنا التى صدقناها وقرأناها على مائدة أعمارنا، فَلَو هناك المستحيل، لما إنشق البحر لموسى، وما فتحت السماء لعيسى، وما رق قلب عمر للإيمان، المستحيل منا وفينا، فى ضيق أفقنا ، وقصر انظارنا، وبلادة افكار نشأنا عليها ، كيف ندعى ان هناك المستحيل، والكون ينفى ذلك بمعجزاته ورياحه ومجراته ، نعم المستحيل بدعة ابتدعناها.
هنا أمريكا وهنا العرب
فى ظل الأحلام العالقة بأذهاننا عن أمريكا بلد الأحلام الأولى عالميا، هناك عالما اخر موازيا تعيش به الفئة العربي ، فإذا ابتعدت عن نيويورك قليلا بمسافة تصل الى ٤٠ كيلوا مترا، حتى تصل الى نيوجيرسي، فهنا الموطن العربى، بثقافاته وبلاداته وتأخره.
أما هنا فى أمريكا ستجد من يدعمك ويشجعك اذا كنت حالما ولما لا فجميع من برز فى الأصل مهاجر ولكن عليك اولا ان لا تضع لحلمك سقف وان تحدد له معنى وشكل ، أما فى عالمها العربى الموازي ستجد من اذا حلم وضع للحلم سقف لا يعلوه بسنتيمتر، ولا يبعد عن قدماه بخطوه، لا معنى له ولا شكل أو انه ليس حلما بالأساس و عليك انت الإختيار بين هنا وهنا.