الدولة فى طريقها لتنفيذ مشروعا يعد الأكبر والأضخم على مر العصور، ألا وهو المشروع القومى لتطوير كافة القرى والنجوع والكفور بكافة محافظات الجمهورية، من خلال مبادرة حياة كريمة، التى تسعى من خلالها، تغيير البنية التحتية بالريف المصرى، تلك القطاع الذى طالته يد التهميش والإهمال منذ عقود من الزمان، وهنا قررت القيادة السياسية، بعمل مباردة تستهدف إنهاء مشكلات مياه الشرب والصرف الصحي وبناء وتوسعة وتأهيل المدارس والوحدات الصحية والإنارة العامة للشوارع والطرق وشبكات الطرق وتحسين الخدمات البيئية، ورفع كفاءة منازل الأسر الأولى بالرعاية والخدمات الصحية ورفع كفاءة المدارس بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشباب.
وظيفتك في قريتك، ليس هذا شعار، بينما واقع تسعى الدولة لتحقيقه من خلال التوجيه بضرورة توفير فرص عمل للمقاولين المحليين داخل هذه المراكز والاستفادة من الصناعة المحلية، ووضع هذا الأمر في الاعتبار لتحسين وتشجيع الاقتصاد المصرى في ظل ظروف كورونا، من خلال التعاقد على توريد كل ما يتم إنتاجه داخل الدولة سوف يتم الحصول عليه من المصانع المصرية وفق حجم الطلب، لرفع كفاءة هذه القرى.
ولتوفير وظائف لأبناء القرى، فقد قرر القائمون على المبادرة، استهداف توفير فرص عمل للشباب وأهالي القرى من خلال إلزام شركات المقاولات على مشاركة الأهالي فى أعمال الحفر والردم الخاصة بشبكات الصرف، وكذلك مشاركة الأهالى في كل المشروعات المنفذة في كل قرية، الأمر الذى سيعكس توفير ملايين الفرص المباشرة وغير المباشرة، وهو ما يساهم بشكل كبير في مواجهة نسبة البطالة التى تسببت فيها أزمة كورونا، بل وإشراك كافة أجهزة الدولة في التنفيذ، وهذا من خلال عدة مراحل، "الأولى" تقوم على رسم الخريطة الاجتماعية والاقتصادية للقرية، وذلك من خلال الاستكشاف وتجميع المعلومات والبيانات عن الوضع الحالي في كل قرية، بما يشمله ذلك من موارد طبيعية والسكان وحالتهم التعليمية والصحية والخدمات الموجودة بكل صورها، والمنظمات والمؤسسات القائمة ونشاطها، والقيادات المؤثرة في أفكار الناس والقادرة على إقناعهم.
أما المرحلة الثانية، فهى استنهاض المجتمع، وهذه مرحلة يتم فيها استنهاض قيادات ومواطني القرية للمشاركة الشعبية في تنمية مجتمعهم، أما المرحلة الثالثة،فهىمرحلة تحديد للأولويات المهمة لأهالى القرى، ويتم إعداد الخطة في هذا الإطار من خلال دراسة جدوى بسيطة تشمل كل نواحي المشروع فنية ومالية واجتماعية وبيئية لنستطيع أن نضع خطة محددة لتحسين أحوال القرية.
أما المرحلة الرابعة، فهى تنفيذ الخطة التى وضعها أهل القرية مع المختصين، وفي هذه المرحلة يتم البدء في تنفيذ المشروعات التي ثبت جدواها، فيتم توزيع الأدوار والمسئوليات فيما بين أهل القرية والفنيين والمتخصصين وفق الجدول الزمني للتنفيذ مع المتابعة الدورية.
لتأتى أخيرا، "المرحلة الخامسة"، وفي هذه المرحلة يتم تقييم أداء الأعمال التي تم تنفيذها والتأكد من أن الخطة والمشروعات والتكاليف التي خصصت حققت الهدف الذي طالب به أبناء القرية وطالبوا بإنجازه ويكون التقييم متصلًا ومستمرًا طوال مراحل المشروع لمعرفة الأخطاء أولًا بأول والعمل على تصحيح المسار عند الحاجة، لنكون في النهاية أمام مبادرة بالفعل ستعمل على تغيير الريف المصرى، والعمل على توفير الملايين من فرص العمل لأبنائه، الأمر الذى سيبشر بنقلة نوعية وحضارية ومعيشية لمصر المحروسة..