اطلعت على مذكرات الدكتور مصطفى الفقى، التى صدرت عن الدار المصرية اللبنانية، مؤخرا، تحت عنوان "الرواية.. حكاية المكان والزمان" وبالفعل هى مذكرات حافلة رصدت الكثير من تاريخ مصر وما جرى فيه، وتحدثت عن سبعين سنة أو يزيد من عمر هذا البلد العظيم، كما أنها تفتح لنا بابا مهما للدخول من الباب الكبير للمؤسسات لنعرف ما جرى داخل قصور الرئاسة وما حدث فى السفارات والهيئات الدبلوماسية وغير ذلك الكثير.
والدكتور مصطفى الفقى، له باع كبير فى عالم الكتابة، وظهر ذلك جليا فى حسن اختيار اللقطة، وفى القدرة على تقديم الشخصيات من موقف واحد أو أكثر، كما أظهر الكتاب درجة كبيرة من التوازن فى تناول الموضوعات والأفكار وغيرها.
ومما لفت انتباهى بشدة فى الكتاب الحديث عن علاقتنا بأفريقيا، خاصة أن الدكتور الفقى يرصد كيف نظر حكام مصر إلى القارة السمراء، ومن ناحية أخرى يرصد مكانة مصر في قلب الأفارقة، ومن ذلك ما ذكره على لسان الرئيس السابق محمد حسنى مبارك.
يقول مصطفى الفقى فى الصفحة رقم 219:
وقد حكى الرئيس الأسبق مبارك قصة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضى، وتبعث على الاحترام، قصها عليه رئيس مالى الأسبق "موسى تراورى" قائلا:
"جاءنى أحد نواب رئيس الجمهورية في إحدى الدول العربية، وهو يحمل حقيبة سامسونيت تحتوى على خمسة ملايين دولار، واشترط للحصول عليها أن نصوت معهم من أجل تعليق عضوية مصر في حركة عدم الانحياز، فرفضت بشدة، قائلا له: هل تريد أن يأتى لى والدي عبد الناصر فى المنام، ويقول لى: لماذا خنت أمك مصر يا موسى"؟