الصحيفة اعترفت بفبركة مراسلها فى القاهرة لعشرات التقارير والمقالات
يا أهلا بفضائح الإعلام الغربى، يا أهلا بسقوط القداسة عن مواخير الصحافة الغربية، التى تاجرت بشهرتها المدوية حول العالم، ووظفتها لخدمة جنرالات الناتو وطلائع الاستعمار الغربى الجديد فى حربه القذرة على دول العالم الثالث، المقدر لها فى نظر الساسة الغربيين أن تظل فى العالم الثالث، يتم استنزاف مواردها وثرواتها واجتياح أراضيها وانتهاك سيادتها وتدميرها بالحروب الأهلية والفوضى الخلاقة.
لا أعرف حقيقة شعورى الآن وأنا أقرأ تفاصيل الفضيحة الجديدة لكبرى الصحف البريطانية «الجارديان»، هل أفرح بفضيحة فبركة مراسلها فى القاهرة عشرات التقارير والمقالات، حول مصر وقضاياها السياسية والاجتماعية المختلفة، أم أحزن على تدنى مستوى المهنية فى واحدة من كبريات الصحف فى بريطانيا والعالم؟ هل أشمت فى منبر بحجم «الجارديان» كثيرا ما نقلنا عنه بإكبار وتسليم، وكذا أشمت فى المخدوعين بقدسية المنابر الغربية الكبرى، الذين يعتبرونها عنوانا للحقيقة والسبق المهنيين، أم أبتلع الغصة المهنية التى يعنيها انكشاف الوجه القبيح لسيطرة السياسيين والعسكر فى الناتو على كبريات الصحف الغربية وتوجيهها بشكل مباشر أو عبر اختراق مراسليها لنشر التقارير والمقالات الموجهة، وكذا الإعلانات السياسية المدفوعة دون الإشارة إلى أنها إعلانات ومدفوعة وإلى الجهة التى تدفع وتمول مثل هذه الإعلانات.
كارثة الجارديان التى اعترفت بفبركة مراسلها فى القاهرة جوزيف مايتون لنحو 37 تقريرا ومقالا متعلقة بالشأن المصرى، تأتى بعد فترة قليلة من فضيحة وكالة رويترز صاحبة الخبر المفبرك عن مكالمة مراسلها فى القاهرة مع رئيس قسم الأزبكية، وكيف زعم مراسل الوكالة احتجاز الشاب الإيطالى ريجينى زورا وبهتانا قبل مقتله، وكذا بعد التقارير الموجهة وغير المهنية لوكالة أسوشيتد برس حول المهندس المصرى شريف ميخائيل، الذى تعرض للحرق عمدا فى أحد الجراجات العمومية فى لندن، فبدلا من الحصول على معلومات أو تصريحات منسوبة حول الحادث وتفاصيله، زعمت الوكالة فى أخبارها وتقاريرها أن مصر تستهدف تحويل النظر عن قضية ريجينى بالتركيز على حادث شريف ميخائيل، دون أن تتعرض للشبهات التى تحوم حول الشرطة البريطانية ومسؤوليتها عن حرق شريف لعدم تعاونه معها.
جوزيف مايتون مراسل الجارديان بالقاهرة، متهم بحسب الصحيفة فى اعترافها، بأنه فبرك معلومات فى أخباره وتقاريره، وكذا زور مقابلات مع مصادر تأكد للصحيفة أنه لم يقابلها، وأرسل تغطيات عن مؤتمرات وأحداث ثبت أنه لم يكن فى موقع الحدث، فأى جرائم مهنية لم يرتكبها هذا المراسل؟ وهل هو الوحيد فى الجارديان الذى ينتهج هذا النهج من الضلال المهنى والكذب على القراء والانحراف بالرسالة الصحفية؟ وهل عمد المراسل المتهم إلى ارتكاب جرائمه المهنية هذه بداعى الكسل والضعف أم مع سبق الإصرار والترصد، بناء على توجيهات سياسية مغرضة؟!
الجرائم المهنية التى تتكشف لنا فى مختلف المنابر الغربية، بعد سقوط القداسة عنها، وبعدما أصبحت غير عابئة بالقواعد المهنية من تحرى الدقة والنسبة إلى مصدر واضح، والتأكد من أكثر من مصدر فى الخبر الواحد، والانصياع لما يبدو توجيها سياسيا فاضحا، يؤكد لنا أن الوكالات والصحف الغربية مجرد واجهة لأجهزة المخابرات، تروج للسياسات وتقود حروب المعلومات الحديثة، الأمر الذى يعنى عدم التسليم بما تبثه من أخبار وتقارير أو النقل عنها إلا بعد تمحيصها بناء على هذا الفهم، أما ما دون ذلك كأن نعتمد على ما تبثه الوكالات باعتباره معلومات يقينية لها مصداقية الحقيقة، فيمكننا القول بكل وضوح إن هذا الفهم المثالى والساذج لطبيعة عمل الوكالات والصحف الغربية انتهى تماما، ولم يعد بالإمكان التسليم بما تبثه إلا بعد الفرز الدقيق والمراجعة.
وأنصح المجلس الأعلى للصحافة والهيئة العامة للاستعلامات وجميع الأجهزة المعنية، بالتنسيق الفورى مع جميع سفاراتنا فى الخارج حتى نشرح فى بيانات واضحة كل أشكال الكذب السياسى والحروب الموجهة من خلال المنابر الإعلامية ووكالات الأنباء العالمية، التى باتت تستخدم تقارير تستند إلى مصادر مجهلة وكتابات مرسلة على سوشيال ميديا لتمرير رسائلها المسمومة ضد بلدنا، علينا أيها السادة مواجهة هذه الحرب القذرة بفضحها، ورد الصاع صاعين بكشف كل من له صلة فى تأجيج الهجمات الاستخباراتية المعيقة لمصر، من خلال منصات الشائعات والأخبار المغلوطة.