عندما سألتني إبنتي: ماما إنتي مسلمة ولا مسيحية؟

هناك علاقة خفية وغريبة تربط بيني وبين السيده العذراء مريم .. ولا أعرف متي بدأ حبها يسكن قلبي ولماذا أتعلق بها وبسيرتها.. كنت أبحث عن كل الاليات في الأناجيل التي تتحدث عنها واقرأ سورة مريم بقلبي فأشعر بها بجواري.

لم أحاول أن أفهم سر هذا الحب والارتباط فعندما نحب لا نبحث عن الاسباب ونكتفي فقط بلذة الحب.. كنت أتابع ما يروجه البعض عن تجلي العذراء في بعض الكنائس، ويرفض عقلي ما يحدث لأن زمن المعجزات انتهي.. ولكن كنت التمس الأعذار لمن يؤكد رؤيتها فهو يحبها مثلي وكان يحلم بلقاء ولومن بعيد.

ترجمت حبي لمريم بأن أطلقت علي ابنتي اسمها وكان معها تؤامها محمد.. هي الان تسألني لماذا اسمي مريم وليس فاطمة او عائشة؟ هل تحبي مريم اكثر من زوجة وابنة رسول الله؟ فأقول لها لا.. ولكن مريم تعرضت للظلم فقد اتهمت في شرفها فترد وعائشة أيضا اتهمها الصحابة فى شرفها.. فأقول مريم حملت معجزة الله..مريم جاءت للبشرية بالبشري..مريم حملت وليدها وطافت به الارض لتنقذه وتنقد دين الله من مكائد اليهود..أعرف إنها إجابات عادية لا ترتقي لمستوي حبي للعذراء..ولكن ليس لدي إجابة..أنا أحبها فقط.

يعني أنتى مسلمة فعلا يا ماما ولا مسيحية ومش عاوزة تقولي؟!..السؤال كان مباغتا وقويا ..
طفلتي تسألني عن ديانتي ؟! لماذا هذا السؤال الغريب يا مريم؟!
أنتي تعرفي كثير من القساوسة بشكل شخصي وهم يعرفونك ويتصلون بك كثيرا ..وأخذتني معكي لزيارة شجرة مريم ووضعتي شمعة باسمي هناك.

نعم فعلت ..وفعلت ما هو اكثر من ذلك.. إذا كان ذلك تهمة فهناك تهم أخري لا تعرفي عنها شئ ..

فعند أول زياره لي لبيروت طلبت أن أصعد إلي كنيسة حريصة حيث تمثال العذراء الذي يقول عنه اللبنانيون انه ادار ظهره عن بيروت في الحرب الاهلية اللبنانية وجلست طويلا مع راعي الكنيسة الذي طلب مني ان نقرأ معا سورة مريم وقرأ لي ايات الانجيل، التي ورد فيها ذكر مريم..وقام معي بجولة في الكنيسة وصعد معي إلي تمثال سيده لبنان، وسمح لي أن اكتب اسم أولادي محمد ومريم بجوار التمثال وكان عمرهم 4 أشهر فقط..وحكي لي عن معجزه هذا التمثال.

نعم يا مريم تربطني صلات قوية بعدد من القساوسة من كل الطوائف، بل واحتفظ
لكي بكارت أرسله لي الأنبا باسنتي كاهن دير برسوم العريان تهنئة بقدومك، لأنه كان دائما دعوتي للإفطار كل عام في اليوم الخامس من رمضان ولكني اعتذرت بسب قدومك انتي وتوأمك محمد قبل أسبوع واحد من رمضان وعندما علم قام بإرسال كارت التهنئة ..وقام بالاتصال بي ومزح معي لانه كان يعلم بحملي في توأم ولد وبنت وأطلعته علي نيتي في أن أطلق عليهما مريم ومحمد وقالي لي هل سوف تأتي مريم الي الدير لتاخد البركة؟ فضحكت وقولت له لا يا سيدنا لحد كده وكفاية.

كانت تنصت لي باهتمام وأنا احكي لها ولكن كانت علامات الدهشة تظهر عليها...
اسمك مريم ودينك الاسلام وديني الاسلام ..الاسلام يعني السلام .الاسلام وأخلاقه هو من جعل القساوسة الذين تستغربي علاقتي بهم أصدقاء لي، الاسلام أن تحبي الغير يا صغيرتي، أن تحملي رسالة سلام الي الجميع، هو يعني أن تبسمك في وجه أخيكي صدقة والأخ أخ الانسانية.

وليس أخ الدم أو الدين..
لهذا أنا مسلمة يا ابنتي، مسلمة تحب العذراء، وتحترم دور العبادة مسجد وكنيسة ومعبد،.ولا تسألني لماذا أحبها وأحبك كل هذا الحب.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;