ما أحدثته الحلقة الخامسة من مسلسل "الاختيار2 " ، كان بمثابة إحياء طبيعى للقوة الناعمة المصرية، بعد النجاح فى التأثير على قلوب وعقول المصريين، ليعلموا عظمة وتضحيات القوات المسلحة والشرطة من خلال بذل الدم فى سبيل الوحدة والبقاء، وهذا ما يؤكد أن السينما والدراما سلاح خطير يجب استخدامه الاستخدام الأمثل، لمواجهة حروب الإرهاب والتطرف وحروب الجيل الرابع التى تغزو العالم حاليا.
والعظيم، أن ما قدمته الشركة المتحدة في إنتاج مسلسل "الاختيار2 " من خلال بذل كل ما هو غال ونفيس على كافة المستويات ليخرج هذا العمل الفني بهذه الصورة الرائعة والمؤثرة، لتكتمل دقة الصورة والإخراج مع عظمة ما يقدمه من رسائل وسط عبقرية نجوم كبار استطاعوا وباقتدار النجاح في أداء عملهم بكل إتقان، وتوصيل رسالتهم بنجاح واستحقاق، إضافة إلى أن الجميل أيضا، هو الدفع بعدة أعمال درامية تحكى وتجسد بطولات تكشف للأجيال الحالية والقادمة كيف كانت التحديات والمخاطر التى تحاك ضد الدولة المصرية، ويؤكد أننا على المسار الصحيح والسليم في استخدام سلاح القوة الناعمة المصرية بعد ما ضاعت خلال العقود الماضية.
ليقودنا هذا النجاح لهذا العمل الفنى، إلى سؤال، لماذا تم التفريط خلال العقود الماضية فى سلاح "القوة الناعمة" سواء فى الدراما أو الفنون أو السينما؟ رغم أننا فى عهد سابق كنا على القمة على المستوى الإقليمى لمدة تزيد على 6 عقود قبل وبعد ثورة 1952، لكن الحمد لله أتى مسلسل الاختيار العام الماضى وها هو الجزء الثانى للمسلسل هذا العام ويعيد الحياة من جديد لقوة مصر الناعمة.
لكن ما يجب علينا معرفته الآن ووضعه فى الاعتبار، أن هذا العمل الفني الرائع كشف وبحق أن الشعب المصرى لديه جوع معرفى، ورغبة حقيقية لمعرفة ماذا حدث وماذا حصل، وخاصة بعد سيطرة السوشيال ميديا وسيطرة الإعلام المعادى عليها ونجاحه فى العبث بالوعى المصرى والعمل على تسطيح كافة القضايا، من خلال افتراءات وأكاذيب يبثها من خلال كتائب إلكترونية تعمل ليل نهار على مواقع التواصل للتزييف والتضليل.
وهنا نبارك ونشكر صناع هذا العمل الفني، ونؤكد أن ما زالت المعركة مستمرة طالما المؤامرة مستمرة، في ظل وجود إعلام مضلل يسعى دوما إلى إنجاح استراتيجية الفوضى الخلاقة، ما يحتم علينا عدم التفريط في المكاسب التي تحققت في معركة الوعي عبر مسلسل الاختيار2، وما حققه من مكاسب أهمها الالتفاف إلى سلاح القوى الناعمة من جديد.
وأخيرا نقول.. إن الدول المتقدمة دائما ما تلجأ إلى استخدام القوة الناعمة، التى تمتلكها للتأثيرعلى كافة المستويات الإقليمية والعالمية، ولهذا فإن هناك دولا تستثمر مليارات الدولارات لصنع نماذج مصادر قوة ناعمة، لخدمة مصلحتها الاقتصادية والاستراتيجية والإعلامية، ودبلوماسيتها الرشيقة، فشكرا "الاختيار 2 "الذى بعث لنا رسالة أمل أنه قوة مصر الناعمة ما زالت بخير..