لم يك اغتيال الشهيد البطل محمد مبروك، بالقرب من منزله بمدينة نصر في 18 نوفمبر 2013، أمراً عشوائيًا، وإنما سبقه تخطيط واجتماعات سرية من الجماعة الإرهابية، التي رأت في "مبروك" خطرًا حقيقي عليهم، بعدما فضحهم، وكشف مخططاتهم الخبيثة.
تعددت أسباب الجماعة الإرهابية لاغتيال الشهيد البطل، لا سيما بعد ضبطه الوثيقة الأخطر بـ"خط يد" محمد مرسي شخصيًا، بها 8 بنود أخرهم يخص سيناء، وخطط الجماعة الخبيثة لهذه المنطقة الحيوية.
ووفقًا للواء عادل عزب مسئول ملف الإخوان الأسبق بأمن الدولة الذي كشف العديد من الأسرار فى شهادته خلال محاكمة قيادات الإخوان بقضية "اقتحام الحدود الشرقية"، حيث أكد أن الشهيد محمد مبروك ضبط وثيقة بخط يد مرسى أثناء ضبطه تفيد تورطه فى قضايا هامة، وتم تسجيل مكالمات هاتفية لمحمد بديع ومحمد مرسى من 21 يناير وحتى 26 يناير 2011، وتأكد "مبروك" من مضى الجماعة فى تنفيذ مخطط مؤامرة مع أحد عملاء الاستخبارات الأمريكية، واستصدر "مبروك" إذن من جهات التحقيق لضبط بعض قيادات الإخوان فى 24 يناير 2011 وتفتيش محل إقامتهم، وتم ضبط وثيقة بخط محمد مرسى فيها 8 بنود خطيرة بعضها تخص سيناء.
لم تك هذه الواقعة هي الوحيدة التي عجلت باغتيال "مبروك" ولكن محضر تحريات البطل الذي فضح الجماعة الإرهابية كان له دورًا في استهدافه، والمؤرخ في 9 يناير 2011، الساعة الواحدة مساء ومثبت به أنه ورد إليه معلومات من مصادره السرية بقيام القيادات الإخوانية وعلى رأسهم محمد بديع بعقد عدة لقاءات بمقر التنظيم بالمنيل، وخلال الاجتماع تمت دعوة العناصر الشبابية والناشطين السياسيين بتنظيم تظاهرات بتاريخ 25 يناير 2011 بالتزامن مع الاحتفال بعيد الشرطة، وملاءمة ذلك بتدخل عناصر الجماعة وكوادرها ومشاركتها فى التظاهرات، وتوجهات التنظيم الدولى الإخوانى الذى يستهدف إشاعة الفوضى فى البلاد تمهيدا لإقامة الدولة الإسلامية، وأنه تمكن من رصد تكليف من الإخوانى محمد مرسى العياط عضو مكتب الإرشاد المشرف على القسم السياسى للهيكل التنظيم الإخوانى لكل من الإخوانيين محمد الكتاتنى ومتولى صلاح عبد المقصود متولى، للسفر إلى الخارج والالتقاء مع هارب "أحمد عبد العاطى" لتدارس إمكانية استثمار الجماعة للأحداث المتوقعة فى البلاد واستغلالها بما يخدم الجماعة، فضلا عن الوقوف على آخر مستجدات الموقف الأمريكى من الأحداث".
الجماعة أيقنت أن "مبروك" قد فتح خزائن أسرارها، وفضح مخططاتها، وعشقها للدم والقتل والخيانة، وفعل أي شيء مقابل الوصول للسلطة، فقررت الانتهاء منه لعلها تستريح بعض الشىء، لكن هيهات لهم، فيوجد بنفس الجهاز "الأمن الوطني" عشرات "مبروك" الذين ساروا على دربه، وضبطوا منفذي الحادث وقدموهم للعدالة، ومازالوا يقدمون جهودًا احترافية في حفظ الأمن الداخلي للبلاد.