لم نك نصل ما وصلنا إليه من استقرار وتنمية حقيقية في كافة المجالات، لولاء دماء الشهداء الأبرار، الذين قدموا حياتهم من أجلنا الجميع، فيظلوا باقون في ضمير ووجدان هذا الوطن.
الشهيد البطل العميد ساطع النعمانى، أحد هؤلاء الأبطال، فهو بطل من طراز خاص، فقد بصره عندما تصدى بشجاعة للإرهابيين فى أحداث الجيزة، وخاض رحلات طويلة مع العلاج انتهت باستشهاده.
حياه مليئة بالتضحيات عاشها الشهيد العميد ساطع النعمانى، منذ أن كان طالباً، حيث كان يرغب فى الالتحاق بكلية الطب، لكن مجموعة جعله يلتحق بكلية العلوم التى لم يمكث بها سوى شهر، قبل أن يلتحق بكلية الشرطة، ليبدأ مشوار بطل جديد فى مصنع الرجال.
"النعمانى" الذي تخرج سنة 1992 من كلية الشرطة، وعمل معاون نظام بقسم شرطة العجوزة، ثم ضابطًا بالإدارة العامة للمباحث، ثم معاون مباحث بقسم الدقى، وشغل معاون مباحث الصف ورئيسًا لمباحث المرور لمدة عامين، ثم تدرج فى المناصب، وأصبح رئيس مباحث ترحيلات الجيزة، ورئيس حرس محكمة جنوب الجيزة، حتى وصل نائبًا لمأمور قسم بولاق الدكرور حتى أحداث بين السرايات، كانت حياته كلها مليئة بالاجتهاد والإخلاص والتفاني في العمل.
فى الخطاب الشهير للمعزول "محمد مرسى" فى 2 يوليو 2013، الذى كان بمثابة تحريض على العنف، خرجت العناصر الإخوانية تهاجم المواطنين، وأصيب خلال هذه الأحداث البطل ساطع النعمانى أثناء دفاعه عن المواطنين فى الجيزة برصاصة غدر، وتلقى العلاج بالخارج نحو 14 شهرا، ثم عاد مرة أخرى للبلاد، وحظى بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2015، خلال حفل تخرّج دفعة جديدة بكلية الشرطة، ثم عاد النعمانى للعلاج خارج مصر مرة أخرى، ليعود بعدها ملفوفاً فى علم مصر، بعدما فارقت روحه الحياة بعد مسيرة عطاء وتضحيات كبيرة قدمها لبلاده، ولم يكتف بذلك، وإنما كان يصر على ترسيخ قيم العطاء للوطن فى ابنه الصغير وفقاً لزوجته الدكتورة شيرين عزازى.
ساطع، شهيد فقد بصره لكنه كان يرى بعيون المصريين كما قال قبل استشهاده، وترك أسرته يقضون رمضان الأول لهم هذا العام دون أن يكون معهم.
وعلى دربه سار شقيقه العميد سراج النعماني، المعروف في تفانيه في عمله وإخلاصه المستمر، ورغبته الحقيقية في مساعدة الجميع ومد يد العون للمواطنين، على نفس منوال شقيقه الشهيد البطل ساطع النعماني.