بمناسبة قرب انتهاء الفترة الأولى من تولي معالي الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت رئاسة جامعة القاهرة والممتدة من بداية أغسطس 2017 وحتى نهاية يوليو 2021؛ يسعدني ويشرفني أن أعبر عن عظيم شكري وامتناني لشخصه بسبب دعمه الكبير لي خلال فترة عمادتي لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في كافة أنشطة الكلية والعملية التعليمية برمتها، وأعتقد أن الدعم نفسه حظى به كل عمداء جامعة القاهرة - بلا استثناء - من سيادته خلال فترة رئاسته للجامعة، كما يسعدني أن أعلن عن دعمي غير المحدود لدعم طلب ترشح سيادته لرئاسة الجامعة لفترة ثانية، لما فيه صالح جامعة القاهرة وأساتذتها وطلابها، وذلك لعدد من الأسباب أوجزها في السطور التالية.
على مستوى إدارة سيادته لجامعة القاهرة منذ بداية تكليفه برئاستها - وحتى الآن - فقد شهدت الجامعة العديد من الإنجازات غير المسبوقة في كل المجالات؛ فحققت جامعة القاهرة تقدمًا غير مسبوق في مجال التصنيفات العالمية، وقد احتلت موقع الصدارة بين الجامعات المصرية، وصنفت ضمن أفضل جامعات العالم في أهم التصنيفات الدولية المرموقة. كما أصدر سيادته في 2019 قراراً بتشكيل لجنة لعولمة مجلات جامعة القاهرة ومهمتها الأساسية هي العمل على تحويل المجلات العلمية بكليات جامعة القاهرة إلى مجلات دولية. ومن ناحية أخرى، فقد نجحت الجامعة في 2018 في توقيع اتفاقية مع مؤسسة النشر البريطانية العالمية "إيمرالد" لإصدار أول مجلة بحثية دولية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وهو ما أسهم - بشكل كبير - في أن تصبح الجامعة منارة للبحث العلمي والابتكار إقليميًا ودوليًا، حيث إن المجلة الوليدة تركز على تطبيقات العلوم الإنسانية والاجتماعية ومنهاجيتهما، وعلى وجه الخصوص، تهتم المجلة بالأبحاث التي توضح كيفية تطبيق العلوم الإنسانية والاجتماعية للمساعدة في إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع بشكل عام، وفي رفاهية المواطنين بشكل خاص.
وفي مجال خدمة المجتمع شهدت فترة رئاسة دكتور الخشت مشاركة الجامعة في العديد من المبادرات القومية، وحملات التوعية، والقوافل الطبية؛ وكذلك الإسهام في عشرات المشروعات القومية والتنموية، منها دراسات حول الاستخدام المستدام للمياه الجوفية، وتوفير حلول علمية للحد من الاستيراد، واستخدام تكنولوجيا محلية، وتطوير ميدان الجيزة، وإنشاء أول محطة رصد لملوثات الهواء بكفر الشيخ، ومواجهة الإرهاب والتصدي له في سيناء والمحافظات الحدودية.
وخلال فترة الجائحة والتي بدأت من ديسمبر 2019 قامت الجامعة بإصدار أول خطة استراتيجية لمواجهة فيروس كورونا المستجد في يناير 2020 وشكلت الفرق البحثية لإجراء البحوث العلمية والمعملية للفيروس، وتم إجراء العديد من الدراسات السريرية على مستوى مصر، ونشر أكبر عدد من الأبحاث عن الفيروس في كبريات الدوريات الدولية. وبالرغم من الظروف الصعبة التي أحاطت بالعملية التعليمية في مصر والعالم كله بسبب ظروف الجائحة إلا أن الجامعة كانت أنموذجاً يحتذى به في استمرار العملية التعليمية على أفضل وجه ممكن من خلال الاعتماد على أفضل المنصات التعليمية الالكترونية (منصة بلاكبورد)، ونجحت الجامعة نجاحاً باهراً في التحول الرقمي في العملية التعليمية بما فيها إجراء الامتحانات عن بعد.
وفي ملف مكافحة الفساد، وتنفيذ الخطة الاستراتيجية القومية للدولة المصرية فقد أهتم سيادته بهذا الملف اهتماماً بالغاً، وقام بتشكيل لجنة برئاسته، وبعضوية أمين عام الجامعة وعدد من عمداء الكليات لمتابعة تنفيذ بنود الخطة الاستراتيجية، وإعداد التقارير الخاصة بمجال مكافحة الفساد داخل الجامعة، وإرسالها للجهات المسؤولة في هيئة الرقابة الإدارية، وقد أبلت جامعة القاهرة بلاءً حسنًا في هذا الملف بشهادة هيئة الرقابة الإدارية والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، حيث تم تكريم الجامعة على أدائها المتميز في هذا الملف ممثلاً في تكريم دولة رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي لمنسق الجامعة في احتفالية اليوم العالمي لمكافحة الفساد في نوفمبر 2020 في مقر هيئة الرقابة الإدارية. ومن ناحية أخرى، فقد صدر تقرير لمجلس الوزراء في مطلع 2021 حول الحصاد السنوي لجهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة عن موقف إنجاز الشكاوى التي تم توجيهها للجامعات خلال عام 2020، وقد أظهر التقرير أن جامعة القاهرة هي صاحبة أعلى نسبة إنجاز وسرعة في حسم الشكاوى الموجهة لها على مستوى الجامعات المصرية بنسبة 97%.
ومن الإنجازات الأخرى التي شهدتها الجامعة خلال فترة رئاسة دكتور الخشت:
•عقدت جامعة القاهرة أكثر من 200 بروتوكول تعاون مع كبرى الجامعات العالمية، منها جامعات داخل أفضل 50 جامعة على مستوى العالم .
•تم استحداث وتطوير أكثر من 300 من البرامج والدبلومات المهنية واللوائح الدراسية للمرحلة الجامعية الأولى ومرحلة الدراسات العليا.
•تم استحداث كليات وبرامج جديدة لوظائف المستقبل وإنشاء أول كلية لعلوم النانو تكنولوجي، وأول بكالوريوس للذكاء الاصطناعي.
•إنشاء الفرع الدولي ليكون أول جامعة للبرامج على مستوى العالم.
•تطوير المستشفيات الجامعية التابعة لجامعة القاهرة. الخ....
أما على المستوى العلمي فيُعد أ.د. محمد عثمان الخشت رائد علم فلسفة الدين في العالم العربي بالمعنى الدقيق للعلم؛ وتم تصنيفه من كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين في "موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين" الصادرة عن كرسي اليونسكو للفلسفة 2017. وحصد العديد من الجوائز العلمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، كما حصد عشرات من شهادات التقدير والدروع من جامعات ومؤسسات دولية وإقليمية ومحلية. وتتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلي والخلفية الإيمانية، ونسج منهجاً جديداً في الفهم والتأويل يجمع بين التعمق في العلوم الإنسانية والعلوم الشرعية وتاريخ الأديان والفلسفة.
من أجل كل ما سبق تقديمه من إنجازات خلال فترة رئاسته الأولى، وحرصا على استمرار نجاح منظومة جامعة القاهرة على كافة الأصعدة وفي كل المجالات سواء البحثية أو الأكاديمية أو البنية التحتية أو خدمة المجتمع، وحرصاً على أن يتولى رئاستها واحد من أفضل العلماء في مصر والعالم العربي، فإنني - وبلا تردد – ألتمس مع زملائي العمداء أن يتقدم أ.د. الخشت بالترشح لفترة رئاسة ثانية ليظل على رأس المنظومة الناجحة بكل المقاييس الإدارية والعلمية والإنسانية. متمنياً لسيادته دوام التقدم والرقي والعمل الوطني الجاد والمخلص لصالح العملية التعليمية والبحثية في جامعة القاهرة والدولة المصرية.
عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية