عودوا إلى رشدكم يرحمكم الله

أدعو كل العقلاء وأولى الأمر فى كل الجماعات التى حملت ومازالت تحمل السلاح لتقتل وتفجر وتدمر، ومعهم كل القوى التى تنادى وتعمل فى الداخل والخارج لـ (إسقاط الوطن) إلى تدبر الرسالة التى وجهها الشيخ راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة التونسية، إلى جماعة الإخوان المسلمين، لعلها تكون بداية للارتداد والعوده إلى الانتصار للوطن على حساب الجماعات والانتماءات الطائفية، وإدراك ان سقوط الوطن يعنى سقوط الجميع، واستبدال نموذج الدولة المتعارف عليه بنموذج يطغى عليه (الفوضى وصوت السلاح ورائحة الدم).

فقد قال الغنوشى صراحة: (أنا مسلم تونسى، وتونس هى وطنى، ولن أسمح لأى كان أن يجردنى من تونسيتى، ولن أقبل أى عدوان على تونس حتى لو كان من أصحاب الرسالة الواحدة.. أن تونسيتى هى الأعلى والأهم، لا أريد لتونس أن تكون ليبيا ولا العراق، أريد لتونس أن تحمى أبناءها بكل أطيافهم وألوانهم السياسية) وفى أخطر سطور الرسالة قال قائد جماعة الإخوان فى تونس: (أنا وبالفم الملآن أعلن لكم، أن طريقكم خاطئ، وجلب الويلات على كل المنطقة، لقد تعاميتم عن الواقع، وبنيتم الأحلام والأوهام، وأسقطتم من حساباتكم الشعوب وقدراتها.. لقد حذرتكم فى مصر وسوريا واليمن، ولكن لا حياة لمن تنادى).

وأضاف فى عودة للانتماء إلى الوطن على حساب الجماعة قائلا: (أنا الآن جندى للدفاع عن أراضى تونس، ولن أسمح للإرهاب مهما كان عنوانه أن يستهدف وطنى، لأن سقوط الوطن يعنى سقوطى، عليكم أن تعوا ولو لمرة واحدة خطورة ما يحصل، ومن هو المستفيد؟) وفى تأنيب وأضح لقيادات الجماعة وما آلت إليه الأوضاع فى مصر، قال الغنوشى: (لقد صورتم لنا أن مصر ستنهار، وأنكم ستستعيدون الحكم فيها خلال أسابيع أو أشهر، ولكن للأسف أثبتم أنكم قليلو الحيلة، وتحالفتم مع منظمات إرهابية تدمر أوطانكم، ماذا سيتبقى لكم فى حال دمار وطنكم؟، يجب ألا تكون الكراسى هى الهدف، فالوطن هو الأهم).

وفى سطور مؤثرة للغاية وجه الغنوشى رسالة إلى قيادات الجماعة قائلا: (أستحلفكم بالله وللمرة الأخيرة أن تقرؤوا الواقع جيدًا، وألا تركبوا رؤوسكم، وانظروا إلى واقع كل منكم، فالجماعة جماعتان أو أكثر، وأصبحتم فى بلاد كثيرة فى عزلة شعبية، بعد أن كنتم تراهنون على الحاضنات الشعبية، أين أنتم ذاهبون؟ اتقوا الله فى أوطانكم وشعوبكم).

ولعل المتدبر فى أمر رسالة الغنوشى يعى تماما أنه لا صحة إطلاقا لذلك للتسويق الخاطئ لفكرة أن كل ما يدور حولنا من إرهاب ومؤامرات لإسقاط الاوطان فى كل دول المنطقة يتم بدافع (العقيدة) فحديث الغنوشى يشير إلى أن كل هذه الجماعات تحركها أهداف، وضعتها دول وأجهزة، هى من تصنع وتدير وتمول كل أبعاد المؤامرة، بهدف تدمير دول، وإسقاط أنظمة وإشاعة فوضى، وإشعال فتن، وتدمير كل أخضر ويابس، والعودة إلى حياة الغاب، باسم الإسلام والحرية وكسر الطغيان.

لقد آن الأوان أن يراجع كل هؤلاء أنفسهم، ويعلمون انه لا بقاء لهم ولأبنائهم دون وطن، وأنه إذا سقط فلا بقاء، ولا قيمة لهم ولا لغيرهم، وأنه أصبح لا جدوى للقتل والتدمير والخراب والتحريض، ولا مردود من وراءه سوى النموذج البديل الذى نراه اليوم فى كل من (سوريا وليبيا والعراق) وغيرها من الدول التى قد تحتاج لسنوات للعودة، وإن عادت.

عودوا إلى رشدكم يرحمكم الله، واعلموا أن الوطن ملك لنا جميعا، ولن يكون يوما حكرا لأحد، وأنه بإمكان الجميع شراء كل شىء فى هذا العالم، إلا (الوطن) الذى من المستحيل استبداله ولا بكنوز الكون.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;