يوما بعد يوم تتكشف حقيقة رسل الحرية ونحانيح الثورة وأنهم عمالقة شعارات وأقزام الأفعال
لا والله، لا يمكن أن نقارن بين من نذر نفسه لخدمة وطنه دون مقابل أو انتظار لجنى ثمار وتحقيق مغانم خاصة، مثل كل من الدكتور مجدى يعقوب، والدكتور محمد غنيم، والمهندس هانى عازر، والدكتور فاروق الباز، وبين الدكتور محمد البرادعى، الذى نذر نفسه فقط للتهكم والسخرية والتقليل من شأن وطنه، وزرع الفتن بين أبنائه، ولا يرى ما يدور فى مصر إلا بعين واحدة فقط، لا تشاهد إلا المظاهرات، وتأجيج الشارع، والدعوة للثورات وإسقاط الأنظمة، والتعاطف مع جماعة الإخوان.
البرادعى الذى قفز من سفينة الوطن فى توقيت هو الأخطر، الذى تمر به مصر عقب فض اعتصام رابعة، تحت ذرائع وحجج لا يقبلها أو يتعاطى معها عقل حكيم كان، أو أبله، ثم غادر البلاد وبدأ ينفث غضبه وسخطه من النظام الحالى من خلال الجلوس خلف الكيبورد، يكتب «تويتات» على حسابه الخاص «تويتر»، تدافع عن مثيرى الفوضى، ويعزى ضحايا جماعة الإخوان الإرهابية، ويعطى ظهره تماما لشهداء الجيش والشرطة.
وبمقارنة بسيطة على سبيل المثال لا الحصر، نجد الدكتور مجدى يعقوب، أشهر مشهور فى جراحة القلب عالميا، قرر أن يأتى إلى مصر، ويؤسس مركزا طبيا عالميا لعلاج أمراض القلب، واختار أقصى نقطة فى حدود مصر الجنوبية «أسوان»، ليكون عونا للغلابة والمحتاجين، دون أى ضجيج، سواء فى الواقع أو فى العالم الافتراضى «مواقع التواصل الاجتماعى»، ملتزما الصمت، وإعلاء شأن الأفعال ووضعها فى مرتبة الأجدى والأهم من الأقوال، وتخفيف آلام الغلابة من بنى وطنه، هو المنى والمراد، لا يبحث عن منصب سياسى، أو أن يظل تحت بؤرة الأضواء.
نفس الأمر ينطبق على الدكتور محمد غنيم، الذى أسس مركز عالميا لعلاج أمراض الكلى والكبد، فى المنصورة، محطما كل الصعاب والروتين والبيروقراطية العقيمة، وأصر على أن يؤسس كيانا لإنقاذ الغلابة من افتراس وحش أمراض الفشل الكلوى والكبدى، بعيدا عن الأضواء، أو بحثا عن شهرة وتحقيق مجد شخصى.
أما المهندس هانى عازر، فإن هذا الرجل الذى سطر نجاحا مبهرا فى ألمانيا، وأصبح رمزا للمهندس الفرعونى الفذ، ونال بجهده وعرقه وعلمه شهرة طاغية، قرر أن يفيد وطنه، ويُسخر كل علاقاته مع كبرى الشركات الألمانية، من بينها «سيمنس» لتنفيذ مشروعات فى مصر تعد بمثابة معجزات، ووضع يده فى يد النظام والحكومة، للإشراف على المشروعات ويقدم خدماته الجليلة من خبرته وعلمه وعلاقاته الواسعة، رافضا أن يقبل منصب وزير، أو يجنى مغانم ومكاسب خاصة.
مجدى يعقوب وهانى عازر وفاروق الباز، كان يمكن لهم أن يعيشوا ملوكا متوجين فى أوروبا وأمريكا، مكتفين بجنى المال والشهرة، ولكن أصروا أن يقدموا خلاصة علمهم وخبراتهم وشهرتهم لبلدهم، ومساندته ودعمه فى هذه الظروف الاستثنائية التى يمر بها، والتى لم يشهد لها مثيلا عبر تاريخه.
عكس الدكتور محمد البرادعى الذى نذر نفسه فقط لتأجيج الأوضاع فى مصر، وتوظيف اسمه ومكانته الدولية التى حصل عليها، عندما كان رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بناء على ترشيح مصر، فى تشويه بلاده، واستعداء الخارج عليه، وإلقاء محاضرات فى الجامعات الأمريكية محرضة ضد مصر، ومحاولة تشويه الأوضاع الداخلية، ورسم صورة كاذبة عن الوضع الداخلى للبلاد، من عينة أن مصر غير مستقرة، وبلد قامعة للحريات، وكأن البرادعى لا يتحدث ولا يرى ولا يسمع، عن حجم التحديات والمؤامرات التى تحاك ضد بلادنا، والمشاكل التى تعانيها من كهرباء وطرق وعشوائيات وفقر، وغيرها من المشاكل الحياتية للمصريين، ونذر نفسه فقط للدفاع عن المظاهرات والفوضى والعبث بمقدرات الأمة.
المصيبة، أن الرجل الذى قدم نفسه على أنه رسول الحرية والإنسانية، والمقاتل الجسور للفساد، نكتشف وبالوثائق والمستندات الرسمية أنه ارتضى، وعن قناعة وبكل أريحية، أن يتقاضى مبالغ مالية فى الفترة ما بين 17 يونيو 2008 حتى مايو 2016، كونه أستاذ قانون دولى بكلية الحقوق جامعة القاهرة دون أن يلقى محاضرة واحدة.
البرادعى ورفاقه من نحانيح الثورة ونشطاء السبوبة، وتنظيم الراسبين فى الانتخابات المختلفة، ما هم إلا عمالقة شعارات، وأقزام أفعال، وتتكشف حقيقتهم يوما بعد يوم، وأن كل ما كانوا ينادون به من شعارات عن فساد نظام مبارك، تبين أنهم أكثر فسادا، والدليل أن رسول الحرية ومكافح الفساد محمد البرادعى ارتضى لنفسه الحصول على الملايين من جامعة القاهرة دون أى حق!!