مشاهد وصور قاسية تداولها البعض على منصات التواصل الاجتماعي، لأطفال بمحيط محاكم الأسرة ينتظرون حسم القضايا بين والديهم، بعدما وصل الأمر للانفصال والعراك بين الطرفين، لتكون المحكمة الفصل الأخير في الحياة الزوجية.
كم هي قاسية تلك الصور لفلذات الأكباد وهم يعانون الأمرين، بين عناد الآباء والأمهات، فقد عاشوا منذ نعومة أظافرهم داخل منازل أشبه بحلبة الصراع، لا تهدأ المعارك داخلها ولا تتوقف أبدًا، فالشد والجذب بين الأبوين حاضرًا طوال اليوم، فلا مكان للهدوء أو الراحة، حتى حول بعض الآباء صغارهم لمُعقدين نفسيًا جراء هذه المشاهد القاسية والصادمة.
"ثقافة العند والطمع"، تدفع الأبوين بعد الانفصال لخوض المعارك لنهايتها، خسر من خسر، وفاز من فاز، فالخاسر المستمر هنا "الطفل" الذي يقضي طفولته على أعتاب المحاكم، تارة على النفقة، وأخرى على مصاريف الأولاد والمسكن وغيرها من الأمور المتعلقة بما بعد الطلاق.
لا أدري، لماذا لا يتم "التسريح بإحسان"، والتوافق والتراض، احترامًا للعشرة، ولقُدسية حياة الصغار ومراعاة لمشاعرهم!! لماذا يتسم بعض الأشخاص بالأنانية المفرطة ولا يفكر إلا في نفسه!!، يحاول الانتقام من الطرف الأخر، بغض النظر عن مصير الأبناء وتأثرهم المباشر بهذه المعارك المستمرة وطويلة المد!!.
بالتأكد، إذا كان هناك حالات استثنائية، تحاول جاهده تشويه صورة الطرف الآخر أمام الأطفال، فإن هناك حالات عديدة تنفصل بهدوء، فلا يدري أحد بانفصالهم إلا بعد سنوات طويلة، حيث الاتفاق حاضرًا، وتغليب مصلحة الأبناء مقدمة، فيشترون مستقبل فلذات الأكباد وراحتهم، عن كثير من الأمور المادية المتعلقة بما بعد الطلاق.
خلاصة الأمر، الزواج ميثاق مُقدس، قائم على المحبة والمودة والسكن، وربما تتسبب ظروف الحياة في عدم استكماله، فعندها يكون الطلاق الذي شرعه المولى عز وجل لتستقيم الأمور، لكن يجب في كل الأحوال "ألا ننسى الفضل بيننا"، فيكون "الإمساك بمعروف" أو "التسريح بإحسان".