هل أجاب الرئيس عن كل الأسئلة؟.. تفاؤل شديد انتابنى وأنا أتابع حوار الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء الجمعة مع الإعلامى أسامة كمال، لعدة أسباب، بعضها سابق للحوار، وأخرى مرتبطة بالحوار نفسه، أما السابق فلأننى تابعت بعينى جزءا كبيرا من إنجازات تحققت خلال العامين الماضيين، منذ أن تولى الرئيس السيسى المسؤولية، وآخرها افتتاح مشروع الإسكان الاجتماعى بالأسمرات فى المقطم لإيواء قاطنى المناطق العشوائية، وبعدها بيومين فرحت مصر كلها برفع علم مصر على حاملة المروحيات «جمال عبدالناصر» من طراز «ميسترال»، فكل ما تحقق يدعو فعلا للتفاؤل والأمل فى أن مصر بخير، وأنها تسير على الطريق الصحيح.
أما الخاص بمضمون الحوار، فلأن الرئيس أراد أن يكون ظهوره هذه المرة مرتبطا بالأمل والقدرة على العمل والأداء الجماعى غير المقتصر على شخصه، حتى وإن كنا مدركين أنه يسير بسرعة فائقة، بسرعة لم تستطع الحكومة حتى الآن مجاراته، لكن الرجل يريد أن يعمل الجميع أو كما قال فى الحوار: «مش هاشتغل لوحدى، المصريين معانا وعايزهم يتحملوا شوية، الظروف الصعبة اللى إحنا فيها وماحدش أبدا يفرق بينهم، إحنا كلنا واحد، ودى بلدنا كلنا، وماحدش بيحبها أكتر من التانى، وزى ما قولت قبل كده فى مسرح الجلاء، مصر أم الدنيا وهاتبقى قد الدنيا، وبفضل الله هاتبقى كده، لأننا نحاول كلنا كمصريين أن نتعامل مع مصر بإخلاص وأمانة وشرف».
ظهور الرئيس هذه المرة كان سببًا فى تجدد الأمل لقطاع كبير من المصريين الذين يدركون حجم المخاطر والتحديات التى تواجه الدولة، خاصة من أهل الشر، لكن ماذا يفعل أهل الشر أمام رئيس يؤمن بأن «المجتمع المصرى والشعب المصرى على قلب رجل واحد، ولا توجد قوة فى العالم تستطيع هزيمته».. ماذا بوسع أهل الشر أن يفعلوه حتى وإن ركزوا على «محاولة هدم الدولة من داخلها»، طالما أن (المصريين مازالوا فى تماسك وترابط، وطول ما الشعب المصرى «إيد واحدة» لن تؤثر فينا المؤامرات).
نعم هناك محاولات لهدم مؤسسات الدولة، لكن الدولة المصرية بقيت وبقيت مؤسساتها، لأن القائمين على الدولة هدفهم «ألا تسقط الدولة»، وتحقق الهدف، وتحولت مصر خلال عامين إلى دولة مؤسسات مكتملة، لديها دستور، وبها رئيس وبرلمان، وجيش قوى يبنى البلد، وقادر على الذود عنها فى أى لحظة.
التفاؤل كان سمة قطاع كبير ممن تابعوا الحوار، حتى وإن قال أحدهم إن هناك أسئلة لم يشملها الحوار، فنحن لم نكن أمام كشف حساب بقدر ما هو مصارحة بين الرئيس والشعب، فحوار مهما طال وقته لن يستطيع استيعاب القائمة الطويلة من التعهدات والوعود التى تحققت، لذلك يكفى أن يخرج الرئيس أمام المصريين ويتحدث معهم من القلب ويصارحهم، ويبعث لهم برسائل السلام والتفاؤل والأمل.
رسائل للجميع فى سيناء والصعيد والدلتا، بأن ما تحقق لا يكفى حتى وإن كان فوق التصور والمتوقع، «إحنا متأخرين كتير وعايزين ننجز كتير ونطلع بسرعة لقدام علشان نحقق الأمل، ونتغلب على الإحباط واليأس اللى عند ناس»، فالقضية لا تتعلق فقط بالأرقام، وإنما بما يرضى الناس، وهو ما يحاول أن يعمل عليه السيسى ويزرعه فى المسؤولين، لا تنظر للخلف، ولا تفتخر بما تم إنجازه، فالمستقبل ملىء بالتحديات والآمال والطموحات.
الحوار حمل رسائل سلام من السيسى للجميع.. للبرلمان بأنه إحدى مؤسسات الدولة التى يجب أن تقوم بدورها، ولا سلطان عليها سوى إرادة المصريين، وللشباب بأنهم واعون جدًا ويحتاجون للفرصة، وللإعلام والصحافة بأنه لا خلاف معهم، حتى وإن وجدنا انفلاتًا بسبب غياب القيادة الإعلامية، ولروابط الألتراس بأنه مطلوب منهم أن يقدموا نموذجًا للشباب المصرى القادر على التنظيم والإدارة، ولرجال الأعمال والمستثمرين المصريين بأنهم مرحب بهم، لأن دورهم مهم فى تنمية الاقتصاد المصرى والمجتمع فى المجالات كافة.
رسائل سلام وتفاؤل وأمل كثيرة سيطرت على حوار الرئيس لكنها تحتاج لمن يفهما ويستوعب ما بها، والتعامل معها بمنطق الوطنية المصرية وعدم البحث عن أسباب أو تقولات تحاول أن تفسد هذه الحالة من الإيجابية التى تعيشها مصر على وقع ما تحقق.