تحل اليوم الذكرى الثامنة لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين، الكابوس الذي كان سينغص على المصريين حياتهم لولا فضه، حيث كانت الأسلحة حاضرة، ولغة الدم موجودة، وخطط الاقتتال جاهزة، والشعار واحد: "يا نحكمكم .. يا نقتلكم".
وبالرغم من مرور 8 سنوات كاملة على فض اعتصامي رابعة والنهضة، إلا أن أمورًا كثيرة مازالت تتكشف للرأي العام، وحقائق تظهر، الواحدة تلو الأخرى، حيث كانت الجماعة تجهز للسيناريو الأسوأ في تاريخ مصر، باغتيال وقتل كل ما يعارضهم.
"صكوك الجنة" كانت توزع داخل الاعتصام، عن طريق التلاعب بمشاعر وعقول الشباب، والترويج لفكرة دخولهم الجنة حال اقتتالهم للمصريين، وتجهيز العبوات والأحزمة الناسفة، فيما كان تصدير النساء والأطفال للصفوف الأولى حاضرًا لمواجهة الأمن.
ومع بدء فض الاعتصام هربت قيادات الجماعة كالفئران وتركت الأطفال والنساء يواجهون، هربت بعض القيادات خارج مصر تنعم في فنادق خمس نجوم، ويلقون بالشباب في الشوارع، من خلال حوادث التفخيخ والتفجير والقاء القنابل.
لم يفكر أحد في مصيره، ولم يراجع نفسه، ويسأل نفسه سؤالًا:" لماذا أقاتل أهلي وجيراني وأخرب بلدي؟!! لماذا كل هذا العنف والدم والقتل؟!! لماذا نلوث أيدينا بالدماء والقتل ويلاحقنا الأمن بينما القيادات تنعم في الفنادق بالخارج؟!!
يبدو أن مبدأ "السمع والطاعة" كان أقوى من نداء العقل والضمير، فحدث ما حدث، وطالت يد العدالة جميع من تورط في قتل أو تخريب وتدمير، من خرب ومن قتل رجال الشرطة والمواطنين، ونالوا جزاءهم العادل، منهم من قابل عشماوي ومنهم من يجلس خلف أسوار السجون ينتظر سنوات طويلة، فيما نجحت مصر في استعادة قوتها وعافيتها مجددًا في وقت قياسي، لتظهر المشروعات الوطنية والتنموية، وتتصدر المشهد، ونرى الجمال في شوارعنا ومتاحفنا، ونشاهد الكباري والمحاور تحمل اسماء الشهداء والعظماء، لتبقى مصر قوية عزيزة ولو كره الإخوان.