تسببت التقنيات الحديثة الدخيلة على لعبة كرة القدم، في إفساد المتعة الكروية، وكان آخرها الفار، ورغم أن الهدف منه تحقيق العدالة بين الفرق، ومنح كل فريق حقه، إلا أن سوء استخدامه والتعامل غير الكفى معه أدى إلى أضرار كثيرة وأصبح ضرره أكثر من نفعه فى بعض المباريات.
الفار فى الدوريات الأوروبية لا يتخطى الثوانى المعدودة للرجوع لصحة الكرة، وتحقيق الهدف منه، وهو ما شاهدنا في مباراة الأمس بين البرتغال وقطر، وطرد حارس مرمى قطر بعد تدخله مع مهاجم المنتخب البرتغال، وعودة حكم اللقاء للفار، وأيضا في قمة الدورى الإنجليزى بين ليفربول وتشيلسى، بعدما لجأ حكم المباراة للفار للتأكد من صحة ضربة الجزاء وطرد مدافع تشيلسى في واقعة لم تتخطى 30 ثانية فقط، وغيرها من المشاهد خلال الأيام الماضية، بتوجيه صحيح من غرفة الفار، ولكن في الدوري المصري الوضع كان مختلفا، ويستخدمه البعض بشكل سيء، وتسبب في إهدار الكثير من الوقت خلال المباريات، بما يتخطى العشر دقائق فى الشوط الواحد.
وهناك أسباب أخرى لعدم جدية هذه التقنية في الدوري المصري، لعل أبرزها عدم وجود تنسيق جيد بين حكم الساحة وغرفة الفار، وعدم كفاءة حكام الفار في إعادة اللعبة سريعا والحكم على الكرة في لحظات ومنح حكم الساحة قرارا عاجلا، ولكن الأزمة قد تتخطى دقائق حتى يتحقق حكام غرفة الفار من صحة القرارات، ومراجعتها أكثر من مرة، على الرغم أن الكرة تكون واضحة للجميع أمام الشاشات، وفى بعض الأوقات تأخذ اللقطة الكثير من الوقت من غرفة الفار، ويكون القرار في الآخر "ملناش فيه.. خدت أنت القرار واتحمل مسئوليته"، ليرجع حكم الساحة إلى شاشة الفار فى الملعب ويتأكد من صحة القرار، وفى الغالب يكون قراره مترددا وغير صحيحا.
أكثر من موسم ونصف على إدخال هذه التقنية فى الدورى المصري، ولكن مازال الوضع يحتاج لوقفة وتدريب جيد من الحكام فى غرفة "الفار"، للحكم سريعا على الأخطاء ومراجعتها في الحال، وإخبار حكم الساحة بها فور حدوثها، وليس بعد أن تلعب الكرة وتتنقل من المرمى للمرمى وتدخل هدفا أو ننتظر حدوث أخطار أو تخرج الكرة بره الملعب للرجوع للفار.
التوقف الكثير للكرة للرجوع لتقنية الفار يقتل متعة اللعبة الشعبية الأولى، ويقلل من المتابعين للدوري المصري رغم قوته، وهو ما نأمل أن تعمل لجنة الحكام على تفاديه في الموسم القادم، واستغلال فترة التوقف الدولى في معالجة هذه الأخطاء.