العاملة التى تساعدنى فى المنزل مسيحية، قالت لنا ذلك وقت أن بدأت العمل تذهب للكنيسة أيام الآحاد، أمها مسيحية وأبوها مسلم ولهم فى بلادهم حرية اختيار أى ديانة، وقد اختارت أن تكون على دين أمها.
أراها فى المجئ و الرواح مداومة على الصلاة و الدعاء طبعاً على طريقتها، شىء جميل ؛ ليس لأننى سأجنى من وراء صلاتها أو دعائها شيئا كما لن يجنى ربنا من وراء دعائنا جميعاً ولا صلاتنا او عبادتنا له شيئا، ولست أقيم احداً على أساس صلاته وعبادته وما فى ضميره، فحاشى لله الله وحده يحاسب العباد.. أنا فقط أقيم الإنسان بمعاملاته وعمله ؛ لكن الفكرة أن من يستقرب وجود الله بحق ويستشعره انتظر منه أن يستحضره فى سره فيكون على نفسه بصيرا حاكما ولو غابت عنه أعين الناس لا أكثر، المهم فوجئت بها تقول أنا أصوم اليوم معكم فى رمضان فسألتها لماذا ؟ قالت لماذا لا فأبى مسلم ! بدت على علامات التعجب ! لاحظت هى هذا وكى ترفع عنى الحيرة قالت انا مسيحية كأمى مسلمة كأبى !!
ليتقبل الله منها ومنا جميعاً .
جال بخاطرى بماذا كان سيفتى المتشددون لو بلغهم ذلك وقد أصبح كل منا مهتم بشأن الآخر أكثر من اهتمامه بشأنه هو، فنجد فى كل دقيقة من يخرج يستفتى الشيوخ فى شأن الغير فيسأل ما حكم فلان الذى يصوم و لا يصلى ؟ وآخر يسأل ما حكم فلان الذى يصوم ويصنع كذا و كذا ! اتصور ان منهم من كان سيتطوع و يقول لن يقبل منها صيامها لأنها غير مسلمة و منهم من كان سيتطوع ويعلن فرحاً إذاً هى مسلمة ، وقطعاً سيكون هناك من يعتبر أن هذا خلطاً ! وفى النهاية كيف كان ليكون وقع هذه التصريحات عليها كإنسانة بسيطة اختارت أن تكون مسيحية ولم تقرر ترك المسيحية واختارت ان تصوم مع المسلمين مثل صيامهم ؟ اما انا فلم اقل شيئاً ولا أقول غير ما اروع هذه الإنسانة البسيطة التى توحدت عندها الأديان على الحب والخير و دعاء الله والتقرب له دون الخوض فى السفسطة و الجدل الفلسفة هى تعلم أن الله لا يحتاج وسيطاً للوصول اليه.. تعبده وتدعوه مع من يدعو وقتما شاءت كيفما شاءت اينما شاءت وهو يتقبل ، والدين عندها هو محبة الأم والأب و اكبارهما وبرهما هو حب الله وحب الناس وحب الخير والبعد عن الشر منتهى السلام والمحبة والبساطة ، "روفي" يالك من حكيمة يفتقد لحكمتها الكثيرون.