الاهتمام بالمشاريع الأثرية القوية أصبح من ثوابت أجندة الدولة المصرية منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر، وأصبحنا نلاحظ الاهتمام الكبير بالمواقع والمتاحف الأثرية، وكل ذلك يأتى تماشيًا مع استراتيجية الدولة لاستعادة الرونق التاريخى والحضارى للمواقع الأثرية فى مصر، ولإبراز ما تزخر به مصر من إرث ثقافى كبير منذ آلاف السنين، من أجل استعادة تاريخ مصرى قديم يحمل ذكريات حقبة من الزمن.
الدولة المصرية متمثلة فى وزارة السياحة والآثار انتهت بنسبة كبيرة من مشروع الصيانة والترميم، الذى يتم داخل شجرة مريم الأثرية، والتى تعد إحدى نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة بمصر، حيث يتم خلال تلك الأيام وضع اللمسات الأخيرة، تمهيدًا لافتتاحه قريبًا.
وتعد أعمال إعادة ترميم مسار العائلة المقدسة مشروعًا قوميًا باعتباره محورًا عمرانيًا تنمويًا يقوده قطاع السياحة، وتؤدى تنمية هذا المحور إلى تنمية المجتمعات المحيطة بطول المسار، وشجرة مريم هي نقطة ضمن 25 نقطة لمسار رحلة العائلة المقدسة، التي تمتد لمسافة 3500 كم ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط، حيث يحوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع وفقًا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
وما حدث فى شجرة مريم على سبيل المثال هو طفرة حقيقية فى الترميم والعمل بشكل علمى حديث للحفاظ على جزء من التاريخ المصرى، حيث تم رفع كفاءة الموقع والانتهاء من استبدال بعض الدعامات الحاملة للشجرة عن طريق معهد الحرف الأثرية ووضع كشافات إضاءة وتركيب سور خشبي حول الشجرة الأثرية لحمايتها بشكل دائم، كما تمت أعمال تطهير البئر المجاور للشجرة، مع تطوير الشلال الموجود به، كما تم الانتهاء من تطوير الحديقة المجاورة لمنطقة شجرة مريم وإعداد الطريق المؤدي إليها، وذلك بالتعاون مع محافظة القاهرة.
ما يحدث في مسار العائلة المقدسة هو إيمان حقيقي من الدولة يهدف إلى حفظ الثقافة والتراث في مختلف عصوره، حتى تعرف الأجيال المتعاقبة قيمة الحفاظ على هذا الإرث الكبير والذى يضع مصر دائما واجهة سياحية دولية.. حفظ الله الوطن.. تحيا مصر