المسئولون عن تربية الطفل، الأب والأم هما الأساس في هذه العملية طويلة المدي، وكل ما يلى روافد داعمة وليست أساسية، فالمدرسة والبيئة الاجتماعية والإعلام الرسمي وغير الرسمي لن يأتوا بنفس المرتبة التي يأتي فيها الوالدان، لأنهما المسئولان عن تشكيل وجدان الطفل، وزرع القيم والمبادئ والأخلاق، فهما يرعيانه منذ لحظة الولادة، ويربيانه على عادات وتقاليد وضوابط تؤثر في شخصيته وتصاحبه مدى حياته، وهما المسئولان عن الغرسة الأولى لخريطة حياته ، وخلال هذه الغرسة كل ما يتعلمه الطفل يعتبره معتقدات ثابتة غير قابلة للتغيير أو التعديل".
وبنظرة سريعة على ما نشاهده في شوارعنا، نستشعر من الوهلة الأولي، أننا بحاجة إلى مراجعة تربيتنا لأطفالنا لنبتعد بهم عن تدنى الأخلاق والقيم المجتمعية، وألا يتأثروا بمظاهر الرجعية وأن يتحلوا بالتحضر والتقدم والتطور، حتى لا يسقطوا فى فخ العشوائية، فإن كان أحدهم يوما صاحب محل فلا يستحل رصيفا، وإن قاد يوما سيارته فلا يخالف القانون ويحترم حقوق الآخرين فلا يسيء استخدام أدوات التنبيه وأن يراعى مشاعر الآخرين مرضى كانوا أو أصحاء.
لا تتركوا أبناءكم فريسة لقلة فى الجتمع أساءوا لقيمه وعاداته وتقاليده، وعلينا أن نعمل جميعا ليل نهار لتسود منظومة القيم الأخلاقية، ولا نعلق أخطاءنا على شماعة الآخرين، فالاعتراف بأننا العامل الرئيسى فى تربية الأبناء أجدى وأنفع لنا من إلقاء التهم وترديد كلمات لا تغنى من جوع.
ا
لتقيت مؤخرا بالدكتورة ألفت رفيق أمينة المرأة بحزب إرادة جيل، واشتكت لي بسبب ما تراه من تراجع في الأخلاق أثناء تعاملاتها اليومية، وحكت عن كيف كانت تتجرع قيم ومبادئ وأخلاق حميدة أثناء تواجدها في النادي الأهلي خلال الثمانينيات والتسعينيات.
وترى السيدة الخمسينية – في العقد الخامس من عمرها- أن الزيف والنفاق والخداع والمكر والخيانة والكذب والغش والمداهنة أدوات لن تنفع صاحبها، وعليه أن يستبدلها بالأمانة والإخلاص والاستقامة والصدق والحقيقة والوفاء، وتؤكد أن من يريد أن ينال احترام الآخرين عليه أن يحترم نفسه أولا حتى يحظى باحترام الجميع، فلو سقط الإنسان أمام نفسه لن ينفعه مال ولا بنون حتي لو كان في نظر الآخرين ذا قيمة، داعية أن تزيد جرعات القيم والأخلاق والخطط لصناعة وعي جمعي قد يكون العامل الأكبر فيها على الإعلام، حتي نستعيد أخلاقنا الجميلة، ولا نترك أبناءنا فريسة لكل ما هو ضار.