مؤكد أن الدولة المصرية فى ظل "حياة كريمة" وتدشين الجمهورية الجديدة تحقق عدة نجاحات متتالية خلال الفترة الأخيرة فى إنشاء عدد كبير من المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة بالمحافظات، سواء بإنشاء صروح طبية جديدة أو تطوير ورفع كفاءة العديد من المستشفيات والوحدات الصحية، وكذلك تزويدها بأحدث الأجهزة الطبية للنهوض بالقطاع الصحي ككل، وذلك فى إطار السعي الدؤوب لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، تلك المشروع الحلم الذى طال انتظاره.
والمتتبع يرى أن هذه النهضة الصحية الشاملة تأتى تزامنا مع المشروع القومى، "حياة كريمة" واستنفار كافة الجهات الحكومية والمجتمع المدني من أجل البناء والتعمير والارتقاء بحياة قرابة 58 مليون مواطن مصرى بالريف فى كافة المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية والخدمية، فى مشاهد تسر الناظرين بعد أن طالت يد التهميش القرى سنوات وراء سنوات، ما بين رصف طرق وإنشاء مدارس وتكافل اجتماعى للأسر الأولى بالرعاية، غير أن هذه الطفرة ليس فقط فى إنشاء وحدات صحية رغم أهمية ذلك لكن فى إنشاء وافتتاح مستشفيات متخصصة كانت لا توجد إلا فى العاصمة فقط، مثل مستشفيات الأورام والحروق والتخصصات النادرة.
ليصبح المستحيل واقعا مرئيا للجميع بالفعل، فها نحن جميعا نجد مستشفيات تخصصية يتم بناؤها وافتتاحها فى المحافظات، ونموذجا على ذلك ما يحدث في بنى سويف، حيث تم افتتاح مستشفى الأورام والحروق على مساحة 800 متر بتكلفة تقديرية 170 مليون جنيه لتنضم إلى صروح المستشفى الجامعى بالمحافظة، الأمر الذى سيكون قطعا إضافة جديدة ونوعية للخدمات الطبية، لأنها تعد أول مستشفي مستقل لعلاج الأورام داخل المحافظة.
وما أسعدنا حقا فرحة الأهالى بافتتاح مستشفى الأورام والحروق ببنى سويف، هذا الصرح الطبى التى يعكس مدى الجهد والعمل المبذول للارتقاء بالمنظومة، وهو ما يستوجب توجيه التقدير والدعم للدولة، ولقيادات جامعة بنى سويف وكلية طب بنى سويف بقيادة د. عاطف مرسى، لأن قولا واحدا هذا المستشفى سيكون طوق نجاة للمرضى للتخفيف من معاناة ومشقة السفر للعاصمة وانتظار قوائم الانتظار.
وأخيرا، نستطيع القول، إن ما يحدث الآن من تنفيذ وتحقيق مشروعات قومية وتنموية وصحية فى كل بقاع المحروسة بمثابة إنجاز تاريخى بكل المقاييس، بل إن هذه الافتتاحات والإنشاءات تبعث بالأمل نحو مستقبل مشرق يليق بمصر وأهلها، وهو ما يستوجب الفخر والاعتزاز من قبل الجميع..