نواصل الحديث عن وقفات فقهية مع الصائمين والصائمات، ووقفتنا هذه مع النساء، خاصة النساء فى رمضان نوصيهن ببعض الأمور المهمة التى ربما لا تلتفت إليها كثير من النساء، أولها أن المرأة بطبيعتها يعتريها قبل سن اليأس مسألة مداهمة الحيض، والحيض تقع بعض النساء فى خطأ فى التعامل معه، فربما يفسد صوم المرأة مع أنها لم تتناول طعامًا ولا شرابًا بالحيض وهى لا تدرى، بمعنى أنها قد تكون صائمة طوال النهار وقبيل أذان المغرب بلحظة تنزل منها نقطة دم، فإذا أرادت أن تأكل أو تشرب كان المغرب قد أذن له، هذه يجب عليها أن تعلم أن يومها هذا يوم إفطار عليها أن تقضيه، لأن الإفطار حدث بنزول قطرة الدم فى وقت الصوم وهو قبيل أذان المغرب، وهذا ربما لا تلتفت إليه المرأة فتحسب أن الأيام التى تقضيها من اليوم التالى وهو خطأ.
فأحكام الحيض والنفاس باللحظة وليست باليوم، فإذا وجد الدم فى أى جزء فهى خارج دائرة الصيام، فإذا انقطع فهى داخل دائرة الصيام، بمعنى أنها فى البداية عليها أن تترقب فإذا نزل الدم ليلا فيومها الذى تفطر فيه هو اليوم التالى، لكن إذا نزل فى أثناء النهار ولو قبيل أذان المغرب بلحظة فهذا يفسد الصوم، ويكون من أيام الإفطار، مع أنها قد لا تأكل أو تشرب، لذلك يجب أن تلتفت النساء لهذا الأمر فإنه فى غاية الأهمية.
كذلك على المرأة أن تتحرى بعد مرور الأيام التى اعتادتها وهى أيام الحيض متى ينقطع الدم، لأن بعض النساء قد تبقى يومًا أو يومين من دون أن تصوم وهى ملزمة بأحكام الصيام، فعلى المرأة أن تتحرى هذا، فيمكن أن يدخل المغرب على المرأة وهى فى حال حيض، ولكنها عند وجود الفجر تكون من الملزمات بأحكام الصيام، بمعنى أن الدم قد ينقطع عنها قبيل أذان الفجر بلحظة فإذا حدث هذا كان يومها التالى هو يوم صيام، وعليها أن تنوى الصيام حتى وإن لم تغتسل من حيضها أو نفاسها فهذا لم يمنع الصوم. بعض النساء تبقى مفطرات حتى تغتسل، والغسل لا علاقة له بالصوم، وإنما إذا انقطع الدم قبل أذان الفجر ولو بلحظة فعليها أن تنوى الصيام وإن أفطرت فهى آثمة؛ لأنها من أهل الصيام المخاطبات بالصوم.
فالنصيحة لكل النساء، تحرى وقت بداية الحيض ونهايته، والقاعدة العامة أنه أول قطرة تنزل من المرأة فهى مفطرة وبآخر قطرة تنقطع منها وتطهر تكون من أهل الصيام، وعليها أن تستأنف هذا على الفور، إلا إذا انقطع أثناء النهار فإنها لا يلزمها أن تصوم بقية النهار، مع أن البعض ذكره فإن يومها يوم إفطار، ولكنها تصوم من اليوم التالى، وهذه مسألة مهمة، فكثير من النساء لا يحسنَّ الصيام شهرًا واحدًا لعدم تحريهنَّ هذا الأمر، وهذا لا يسقط عنهن الإثم لأنه لا عذر لجاهلة ولا لجاهل فى دار الإسلام. والله أعلى وأعلم.