البعض من الذين يرفعون شعار «الحياد» يخشون قول الحقيقة فى موضعها، حاملين على أكتافهم أجولة مبررات مغلفة بمصطلحات السفسطة، الشىء ونقيضه، والسير فى اتجاه الأمواج، لا يريدون دفع ثمن فاتورة اتخاذ موقف واضح ومحدد وجلى، وإنما يريدون جمع المغانم فقط، حتى ولو من لحم الحقيقة الحى.
هؤلاء، ينصبون أنفسهم نخبا، وأصحاب مواقف ووجهات نظر! ونسألهم، أين مواقفكم ووجهة نظركم وأنتم تخشون قول الحق، خشية اتهامكم من قلة مريضة بأورام التثور اللا إرادى بأنكم تطبلون؟ التاريخ وعلى صفحاته يصرخ بالعبر والعظات، ويسرد لنا أن المحايد لا طعم له ولا لون، يحاول أن يرضى الجميع، ورضاء الجميع غاية لا تدرك، ومن الذى عليه إجماع بما فيها المقدسات؟
وصفحات التاريخ، تؤكد أيضًا أن المصلحين دائمًا يدفعون ثمنًا باهظًا لقناعاتهم ووجهة نظرهم ومواقفهم، ولم يرتضوا أن يجلسوا فى خندق المحايدين الذين يرون الحق حقًا ولا يتبعونه، والباطل باطلًا ولا يقفون أمامه، وهل على سبيل المثال، الفيلسوف الكبير ابن رشد، إلا مثالًا صارخًا للذين رفضوا أن ينضموا لفريق المحايدين، وقرروا أن يدافعوا عن وجهة نظرهم الإصلاحية والتنويرية؟
وما يحدث فى مصر طيلة 7 سنوات، ثورة تصحيحية كبرى، للقضاء على تشوهات وأورام الوطن المؤلمة المنتشرة فى كل جسده، مع منحه إكسير الشباب والحيوية، فيعود يافعًا قادرًا على مواجهة التحديات، وأن يضع قدميه بين الكبار، والأهم تحسين جودة معيشة المصريين، وانتشالهم من مستنقع الإهمال الجسيم طوال قرن وأكثر مضى.
لذلك فإن العام 2014 هو التاريخ الفاصل بين مشروع محمد على، والجمهورية الجديدة، البطل فيها إحداث نقلة نوعية فى تحسين جودة معيشة المصريين، من خلال مشروعات قومية عملاقة فى كل القطاعات، مع سرعة مذهلة فى التنفيذ، ولن نتحدث كثيرًا عن مشروعات الطاقة، كهرباء وغاز، ولا عن البنية التحتية من طرق وكبارى ومدن ذكية جديدة، وإنما نتحدث عن أهمية «الرعاية» الذى يوليه النظام السياسى الحالى لشعبه.
ونضرب نماذج حقيقية، للرعاية وإشعار المصريين بكل طوائفهم، بأهميتهم، وأنهم فى القلب من كل ما يحدث فى مصر من إنجازات وتغيير شامل جامع فى نمط الحياة للأفضل.
النموذج الأول: عندما ظهر عقار «السوفالدى» السحرى للقضاء على فيروس «سى»، وكان ثمنه غاليًا، سارع النظام المصرى مبكرًا، ورغم الظروف الاقتصادية المعقدة حينها، للتعاقد على جلب السوفالدى، ونجح بامتياز، وتمكن من القضاء على هذا الوحش المفترس لأكباد المصريين.
النموذج الثانى: عندما تعرض 21 مصريًا لعمل إرهابى خسيس على يد تنظيمات إرهابية أكثر خسة ووضاعة على سواحل سرت، كان الرد سريعًا وقويًا للثأر لمقتل هؤلاء، وهى رسالة أكدت أن دماء أى مصرى، صارت أكثر وزنًا وأهمية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.
النموذج الثالث فى منح نصيب الرعاية للمصريين مثل مواطنى الدول المتقدمة، تتمثل عند اجتياح وباء كورونا، ومسارعة مصر بالتعاقد على لقاحات، رغم الصعوبات الكبيرة فى عقد الاتفاقيات، لأن كل دولة كانت تولى فقط اهتمامًا بمواطنيها لمنحهم اللقاحات، لكن تمكنت مصر من استقدام اللقاحات المتنوعة، لحماية مواطنيها، بجانب توفير كل السلع والأدوية، رغم الإغلاق.
النموذج الرابع: هناك عقار سحرى لعلاج تأثيرات فيروس كورونا، بدأ الإنتاج، فسارعت مصر للتعاقد مع الشركة المنتجة، لتوفير العقار للمصريين، بمجرد طرحه فى الدول المتقدمة، ما يؤكد مدى الرعاية والاهتمام بالمواطن المصرى.
النموذج الخامس والأبرز والأهم، مشروع القرن، حياة كريمة، لتحسين وجودة معيشة أكثر من 55 مليون مصرى فى النجوع والتوابع والقرى، وهنا لا بد من التأكيد على أن هذا المشروع الأكبر عالميًا، يأتى على رأس هرم الأولويات والاهتمام والرعاية وحقوق الإنسان للمصريين.
هذه مجرد نماذج، من عشرات النماذج الأخرى والتى يحتاج ذكرها عشرات المقالات، ويتبقى أن على كل منصف وصاحب وجهة نظر، أن يعلى من شأن الحقيقة، بكل تجرد، ودون حسابات، من اتهامات قلة مريضة ولجان ساكنة العالم الافتراضى، مع ضرورة عدم رفع شعار الكذب والجبن «الحياد» فلا حياد أمام قول الحق!