عاد الرئيس السيسى بسلامة الله مساء أمس للقاهرة، وذلك بعد زيارة للعاصمة البلجيكية بروكسل، للمشاركة في القمة الإفريقية الأوروبية، وربما يكون ذلك هو العنوان الواضح للزيارة بأنها متابعة لجهود التنسيق بين أوروبا وأفريقيا، لكن في حقيقة الأمر ومن واقع الأخبار المتدفقة على مدار يومي الزيارة، نكاد نشعر بأن الزيارة توازي في مردودها ألف يوم، فالرئيس السيسى _ بفضل الله_ كان لديه برنامج حافل للغاية ومتنوع جدا، وجمع فيه بين العرب والأفارقة والأوروبيين، وتابع فيه قضايا القمة التي يحضرها وقضايا المحيط الإقليمى وكذلك بعض شواغل العالم في القضايا الكبرى، ومتضمنا في كل اللقاءات رؤية مصر الواقعية والحقيقية وما يمكنها أن تقدمه في كافة القضايا المطروحة.
زيارة الرئيس السيسى لبروكسل التقى فيها الرؤساء ورؤساء الوزراء وكبرى الشركات والمنظمات العالمية، وتحدث معهم في واقع وصورة مصر الجديدة بما تحمله من طموحات كبيرة ورغبة في الاستثمار، وأظن أنه بتحليل بسيط لحجم الزيارات الخارجية على مدار عدة عقود مضت، لن نجد فيها عدد اللقاءات وما تم في تلك الزيارة، وكأن الرئيس السيسى يعلم أنه جزء رئيسى من تسويق صورة مصر الجديدة بأفكارها ومشاريعها وواقعها المتطور يوميا، ويقع عليه في المقام الأول والأخير تلك المهمة، فقام بذلك المجهود بمفرده وبيقين بأن العائد منه ضخم للغاية، ويصب في صالح الوطن والمواطن أولا وأخيرا.
تحدث الرئيس السيسى في كل لقاءاته عما يتم في مصر الجديدة، ووضع مصر ككتاب مفتوح للاستثمار مع كافة الشركاء، ساعيا لشرح كل ما تم في أقل وقت ممكن وحتى تصل الرسالة لكل الوفود والممثلين الذين التقاهم، مشيرا إلى أن الدولة المصرية الجديدة، والتي تتمتع ببنية تحتية جاذبة، وأدوات وطنية داعمة للجميع، ورغبة حقيقية من الإدارة المصرية وكل مؤسساتها بأنهم قادرون على تنفيذ المستحيل لاستيعاب كافة أشكال الاستثمار الممكنة، بل هناك استعداد بأن تكون مصر مرحلة وسيطة في نقل الاستثمار والتكنولوجيا للأشقاء العرب والأفارقة، وذلك اعتمادا على ما تم بناؤه في السنوات الماضية ويؤهلها لنقل كافة التكنولوجيات الحديثة، وتدريب وتطوير كافة المؤسسات في الدول الصديقة والشقيقة.
ولذلك فزيارة الرئيس السيسى إلى بروكسل هي زيارة بألف يوم، حتى لو كان عمرها الزمنى يومين أو ثلاثة، وما تم فيها من مجهود ضخم للغاية من الرئيس السيسى ومن وفد الزيارة، يجعلنا نأمل فيها كل الخير على المدى القريب والبعيد.