سألنى البعض عن إصرارى على أن أربط بين الانحدار الأخلاقى الذى ضرب مصر و25 يناير 2011، وكأن مصر قبل سقوط مبارك كانت شعبا من الملائكة والأنبياء، والحقيقة أننى لا أختلف مع هذه الأسئلة، بل وأكد أن الانهيار الأخلاقى كان موجودا قبل وبعد مبارك، ولكن كان الانحدار الأخلاقى بدون راعٍ له ومشجع، كما هو الحال بعد خلع مبارك ونظامه، بمعنى أن الانهيار الأخلاقى يجد الآن من يرعاه ويشجعه ويدفع له ومن لا يصدقنى عليه أن يسأل نشطاء الثورة والمراهقين، وجميعنا نتذكر أنه أثناء المطالبة بإسقاط مبارك كان الخطاب السائد وقتها هو خطاب السب، و«الشرشحة»، وقلة الأدب، وكان كل من يتطاول على مسؤول يصبح نجم فضائيات، حيث كانت القنوات الفضائية تتصارع على الضيوف أصحاب اللسان الطويل، ويكفى أن نعرف جميعا أن نجومية صاحب برنامج «البرنامج» المدعو باسم يوسف جاءت بسبب طول لسانه، ثم بدأ الجميع يقلده، وكلما كنت شتاما أكثر كنت نجما فضائيا وضيفا دائما على كل برامج التوك شو والحوارية، وأصبحنا نشعر بأن مفجر ما يعرف باسم ثورة يناير هو تنظيم «قلة الأدب»، وشارك فى طول اللسان كل من زعم أنه من شباب الثورة، فهذا المدعو زياد العليمى يسب ويشتم المشير طنطاوى، ولم يسلم المجتمع وقياداته من طول لسان عدد كبير من هؤلاء الساقطين، أمثال علاء الأسوانى، وأحمد ماهر، وأحمد دومة، وغيرهم، حتى وصلنا إلى آخر عناقيد قلة الأدب، وجميعا يتذكر ما فعله الكومبارس الفاشل شادى حسين، والفنان المراهق أحمد مالك بطلا فيديو «الواقى الذكرى»، منذ عدة أسابيع.
وكم كتبت أكثر من مرة عن أن خطاب السب، و«الشرشحة» الذى أصبح شعار ما بعد 25 يناير وحتى الآن، وهناك عدد من المفردات والكلمات التى تحولت إلى وظائف لبعض الصعاليك والمراهقين والمتنطعين ممن خربوا البلاد والعباد، ومن أبرز تلك المصطلحات التى يروج لها الإعلام المصرى منذ 25 يناير 2011 لفظ «ناشط.. سواء سياسيا أو حقوقيا»، وكلمة «الثورى.. قومى أو إسلامى»، مثل هذه الألقاب التى استخدمها مجموعة من المراهقين والمتنطعين، والمتآمرين لحرق مصر بالشائعات تارة، وبالظهور على الفضائيات المشبوهة تارة أخرى، من أجل الحصول على آلاف الدولارات.
لم يعد من المقبول ومصر يتم حرقها يوميا ويقتل أبناؤها من الجيش والشرطة أن يخرج أحد المراهقين الذى يسبق اسمه لقب «ناشط أو ناشطة سياسية»، لكى ينظّر ويقدم حلولا استراتيجية، بالرغم من جهله المطلق فى أن يقدم أى حل، بل إن البعض يستخدم هذه الألقاب لكى يشتم ويسب جيش مصر، وهناك وسائل إعلام تقوم بالترويج لهذه البذاءات التى هى أصل عملهم منذ هوجة يناير وحتى اليوم، خاصة أن بعضهم مازال يعتقد أنه صنع «ثورة» وأنه «حرر» وطنا، وهى أوهام «ثورية» لهؤلاء المراهقين الذين يجب أن يعرفوا الحقيقة، وهى أن جيش مصر هو الذى أطاح بمبارك ومرسى، ولولا جيشنا العظيم لما كانت هناك يناير أو يونيو، وهذه الحقيقة التى يعلمها كل مصرى ويتجاهلها مجموعة المراهقين أمثال أحمد ماهر، وعلاء عبدالفتاح، وأحمد دومة، وزياد العليمى، وكبير المراهقين محمد البرادعى، وعبدالمنعم أبوالفتوح، وبالتالى فإن استمرار وسائل الإعلام استخدام لقب الثورى، أو لقب الناشط، قبل كل اسم من أسماء هؤلاء المتآمرين يعد جريمة فى حق الوطن والمواطن الذى أصبح كارهًا لكل هؤلاء، خاصة كتيبة الشامتين فى شهداء جيش مصر، من أمثال المراهق الفاشل علاء عبدالفتاح، ودكتور الأسنان علاء الأسوانى، وبلال فضل، وزياد العليمى، وغيرهم من تنظيم الشتامين، وقلة الأدب الذى اجتاح البلاد وأفسد العباد.. اللهم احفظ مصر منهم.. اللهم آمين.