على طريقة سرقة سيارة رئيس مكتب مكافحة سرقة السيارات، فعلها أحد مسربى الامتحانات وأعلن أحد «الشاومينج» أنه رأى تفاصيل اجتماع وزير التعليم مع معاونيه، وقال إنه لا يأتى بالتهديد وأنه فى مواجهة كل تهديد سوف يصنع فضيحة، وبدأ يحكى تفاصيل وعلامات عن ما دار فى اجتماع الوزير لمنع التسريب وألوان الأوراق وطريقة خداع المسرباتية. وارد طبعا أن يكون كلام شاومينج غير صحيح، وأنه نوع من الفشر المعتاد من بعض الفشارين، لكن الواقع يقول إن شاومينج نجح فى إحراج وزارة التعليم مرتين أو ثلاث على الأقل خلال الامتحانات. ثم أن الإعلان اليومى عن ضبط مسربين هنا وهناك، لم يمنع التسريب، واضطرت الوزارة مرتين على الأقل لإلغاء امتحانات الدين والديناميكا، وتأجيل امتحانات أخرى، اعترافا بالتسريب فى مادتين وهناك أقوال وحكايات عن تسريب فى مواد أخرى.
ثم أن إلغاء الديناميكا جاء بعد امتحان مناسب، الأمر الذى أضر التلاميذ مرتين.
ورأينا مظاهرات التلاميذ ممن أعلنوا رفضهم إعادة امتحان المادتين، وهتفوا ضد قرار الإعادة وتسريب الامتحانات والعملية التعليمية، ورأينا من يطالب بإلغاء مكتب التنسيق، ووسط هذه المظاهرات، تلاميذ يشعرون بالأذى والضرر، ومنهم فاشلون لا هدف لهم سوى الدخول فى الزحام لإخفاء فشلهم، ونوع ثالث يعمل على كل الاتجاهات، وحتى فى ردود الأفعال تجاه التسريبات والغش، على مواقع التواصل، تجد كل أنواع ردود الأفعال، الخوف الحقيقة والرغبة فى نظام تعليم محترم، وهناك المبالغون وصناع الضجيج، والفرحون ممن يريدون أى جنازة «يشبعوا فيها لطم».
أمام وزارة التعليم فهى التى تبدو أحيانا عاجزة أمام عمليات التسريب، وتعجز عن منع هذه التسريبات بأى طريقة واضطرت أن تتعامل مع التسريبات بطريقة يختلط فيها الجد بالهزل، تقول إن المسؤولية ليست عند وزارة التعليم فقط، وهو أمر ينقل المسؤولية ويوزعها على جهات مختلفة، هناك طبعا مطالب بإقالة وزير التعليم، وهو مطلب من شهور، لكن الامتحانات ربما أجلت القرار، أيضا الأمر لا يتعلق فقط بالوزير والتسريب من أربعة أعوام وأكثر.
لكن واضح أن تعدد الأيدى التى تتعامل مع الأسئلة يشكل بيئة خصبة للتسريب، هناك مئات الأيدى والمراحل التى تمر عليه الأسئلة، وطبعا لن نتطرق إلى نظام الثانوية والامتحانات العقيم، الذى أفضنا فى انتقاده وأنه بهذه الطريقة لم يعد نافعا ولا مناسبا.
رئيس الوزراء يقول عن تأجيل وإعادة «الامتحانات فى مادتين» يحافظ على تكافؤ الفرص لكن القضية الأهم هى أننا أمام مشاهد فيلم «عنتر ولبلب»، والتسريب هو قلم يقع على وجه عنتر الذى هو وزارة التعليم والحكومة، لدرجة أن يتم تسريب اجتماع مواجهة التسريب.