وكأن "هوجة مستريحين" ظهرت فجأة في قرى ونجوع مدينة ادفو التابعة لمحافظة أسوان، بعد ظهور مستريح جديد يلقبه الأهالي بـ"حصاوي"، عقب القبض على 3 مستريحين قبل ذلك في نفس المنطقة، أبرزهم "مصطفى البنك"، حيث استولى الأخير بمفرده على نحو ربع مليار جنيه.
وكأن الناس لا تريد أن تتعلم الدرس، وكأن الطمع يسيطر على العقول، فيعطل التفكير، ويعمي القلوب، فتقع الكوارث والمصائب، ليندب الجميع حظهم بعد فوات الأوان، ويكتشفون أن أحلامهم في تحقيق الثراء السريع ذهبت مع مهب الريح، وأن الفوائد الضخمة التي حصلوا عليها في الأشهر الأولى لتعاملهم مع "المستريحين" كانت بمثابة "طُعم" لاستقطابهم، وجمع مزيد من الأموال.
تساءلت بالأمس، هنا، في نفس المكان، عن المستريحين، وهل يكون مستريح أسوان الأخير؟، وجزمت بأنه لن يكون الأخير، طالما هناك طمع وجشع من البعض، ولم تمر سويعات، حتى ظهر مستريح جديد بذات المنطقة، وكأن الجميع لا يريدون التعلم من دروس الماضي.
أعتقد، أن جرائم النصب، وبالأخص "توظيف الأموال" لم ولن تتوقف، طالما تسود "ثقافة الطمع" ورغبة البعض في الحصول على أرباح عديدة دون عناء، وعزوفهم عن التعامل بشكل رسمي.
تحدثت أيضًا بالأمس، عن أن الأشخاص الذين يتعرضون للنصب من المستريحين ليسوا ضحايا، فقد وضعوا أموالهم بمحض إرادتهم بين يدي المستريحين، وهم يعلمون تمام العلم إن إمكانية النصب واردة بنسبة 100 في المائة، لكن الطمع حاضر ومسيطر على العقول.
نعم، هم ليسوا "ضحايا"، فقد كان في إمكانهم استثمار أموالهم في مشروعات شخصية تدر عليهم أموالا، ويكونوا في مأمن وبمنأى عن النصابين والمحتالين، وكان بإمكانيهم الحصول على فوائد تصل لـ18 % بشكل رسمي، لكن الطمع قادرهم لطريق المستريح، فكانت العواقب وخيمة، فهل تكون هذه السطور عبرة وعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، لينحدر بعيدًا بأموالهم عن المستريحين؟!! أشك.