هل هناك مشاكل للأقباط؟ بالطبع هناك مشاكل للأقباط كانت نتيجة لتعاملات تراكمت على المستوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى على أرضية طائفية وذلك كان فى إطار تاريخى تمثل فى نظام الموالى والجوالى والملة. وما الخط الهمايونى 1856 والمجالس الملية للأقباط غير عناوين لهذا المسمى من الفرز والتطييف والطائفية. ولذلك وعلى ذلك ما زال مترسبا فى الضمير الجمعى المصرى ولدى الأقباط والكنيسة قبل المسلمين والدولة والإعلام أن الأقباط أقلية وأن مشاكلهم تحل على أرضية طائفية (الوحدة الوطنية - النسيج الواحد - الهلال والصليب) وهنا لا شك أن هذه الأفكار وذلك المناخ وتلك السلوكيات بدأت فى التراجع خاصة بعد 25/30 وبعد دستور 2014 وتطور الأفكار السياسية التى أنتجت «الديمقراطية - حقوق الإنسان - المواطنة» ومع ذلك لا يزال المتاجرون بالمشكلة يصرون على التعامل والطرح الطائفى كمشاكل لأقلية قبطية فى مواجهة أكثرية مسلمة وهذا هو السلوك الطائفى الذى يؤدى إلى نظام طائفى وإلى لبننة حقيقية لمصر.
وقد أكدنا منذ ثلاثة عقود ولا زلنا أنه لا حل لمشاكل أقباط بعيدا عن أرضية سياسية تجمع المصريين بلا تمييز تحقيقا للمواطنة الكاملة والمتساوية الحقوق للجميع. وبداية الطريق بدأت بالمشاركة فى البرلمان الأخير الذى فاز فيه ثلاثة عشر قبطيا بالنظام الفردى وهو البداية الصحيحة للمشاركة السياسية بعيدا عن نظام الكوتة الطائفى. ولكن بعض أقباط المهجر ومع قلة مأجورة لمنظمات حقوقية دولية ترتبط بدول ومخابرات أجنبية دائما تستغل هذه الورقة بهدف الاختراق للسعى للتدخل فى شؤون الدول. فنجد هؤلاء المتأمركين المقيمين فى أمريكا والذين يأمنون بالسياسة الأمريكية الاستعمارية التى تسعى للسيطرة على المنطقة خاصة مصر يزعمون هؤلاء الدفاع عن الأقباط على أرضية طائفية بل وللأسف عن طريق الخارج والتدخل الأجنبى فيدعون اضطهاد الأقباط ويؤلبون المنظمات الدولية ويخضعون للإدارة الأمريكية ويتعاونون مع أعضاء الكونجرس والشيوخ ويقيمون مؤتمراتهم المشبوهة بحجة الدفاع عن الأقليات الدينية والأقباط تمهيدا لطريق التدخل الأجنبى عند اللزوم بحجة حماية الأقليات الدينية.
وأخيرا ومن 9 إلى 13 يونيو الجارى قد عقد مؤتمر بواشنطن باسم مؤتمر التضامن القبطى ودعى إليه المئات من أنحاء العالم، وحاضر فيه ثمانون محاضرا بحضور رموز الأدارة الأمريكية بما يعنى بأن التكلفة تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات وكله تمويلات أجنبية لتحقيق أهداف سياسية. وتم دعوة فاطمة ناعوت للمؤتمر باعتبارها تدافع عن الأقباط فى إطار طائفى وليس سياسى تقربا للأقباط ولأقباط المهجر.
وقد ألقت محاضرة مقابل اثنين وعشرين ألف جنيه، ثم وجدنا أن المستور «الذى نعرفه والذى تحدثنا عنه كثيرا ومنذ البداية» قد انكشف عندما تم الخلاف بينهما. قالت فاطمة إنهم طلبوا منها الذهاب إلى الخارجية الأمريكية لتكون شوكة فى ظهر مصر وتشوه سمعتها سياسيا وفيما يخص مشاكل الأقباط، أى أن الهدف ليس الحضور فقط ولا المحاضرة ولكنه التشنيع بالوطن والاستغلال السياسى الحقير لمشكلة داخلية لا تحل بعيدا عن الداخل المصرى.
أما مجدى خليل المتأمرك الطائفى الذى يسترزق ويتواجد من خلال هذه الطريقة التى يرى فيها ذاته المريضة على حساب الأقباط ومصر، قال مجدى إن ناعوت ساومت على أجرها نظير المحاضرة وأنها حاولت ابتزازهم ماديا أى أن الليلة كلها كسب مادى ودولارات وابتزاز واستغلال وعمالة تحت ادعاء وكذب الدفاع عن الأقباط. الأقباط والمسلمون مصريون. هناك تراث طائفى لابد من إزالته. هناك دستور لابد من تفعيله. ومواطنة لابد من تحقيقها. القضية لا تحل بالطائفية ولكن بالسياسة وفى مصر وليس عن طريق الخارج. الطريق طويل وشاق فلا حرية دون ثمن ولا نضال دون عمل ولا حقوق دون مقابل حتى تظل مصر رغم أنف هؤلاء لكل المصريين.