مظاهرات وشعارات طلاب ثانوى
«المرة دى بجد مش هنسيبها لحد»، واحد من هتافات طلاب الثانوية العامة فى تظاهراتهم، أمس، اعتراضا على التسريب والإعادة والمشكلات التعليمية، وبجانب هذا الهتاف «مش هنعيد.. احنا مش عبيد» وامتنع بعض الطلاب عن امتحان مادة الدين المؤجلة، ورفعوا شعارات «احترموا مطالبنا بدل ما تهينوا كرامتنا».
وصلت تظاهرات طلاب ثانوى إلى سلالم نقابة الصحفيين بشعارات «افهم بقا سلمية احنا طلاب ثانوية».. لرفض إعادة امتحان الديناميكا وتأجيل امتحانات المواد الأخرى، والمطالبة بإقالة وزير التربية والتعليم.
وهو المطلب المشترك الذى يتفق عليه الجميع، ليس تجاه الوزير الحالى فقط وإنما كل وزير تعليم.
الشعارات التى رفعها طلاب الثانوى لها ظلال سياسية، والمظاهرات نفسها تجمع بين طلاب يريدون تعليما أفضل، وآخرين لا يفرق معهم تعليم من تربية، وتركوا الامتحانات نفسها. وتظهر مثل كل حدث محاولات تسييس وتلاعب وركوب فوق المظاهرات. لكن بكل التفاصيل والتنوع يفترض أن نرى إيجابيات من انشغال الطلاب بإصلاح التعليم وشعور كثيرين منهم بالظلم والتمييز، لكونهم يعجزون عن تحصيل حقهم ودرجاتهم، وفى نفس الوقت يمكن للغشاشين أن يفوزوا ويحصلوا على درجات.
وأيضا لا يمكن تجاهل كون عمليات التسريب مهزلة تحتاج إلى وقفة ومواجهة. وإن كانت التسريبات كما أشرنا كثيرا كاشفة وليست منشئة للأزمة. فالتعليم يعانى تراكمات وتعديلات وتغييرات، عبارة عن خلاصة تجارب أكثر من أربعين سنة تولى خلالها وزراء تعليم، كل منهم اخترع تطويرا، منهم من قرر إلغاء الشهادة الابتدائية، وهو فتحى سرور، ثم أعادها حسين كامل بهاء الدين، والمناهج نفسها، تم تعديلها أفقيا ورأسيا، وبقيت العملية التعليمة «فى النملية» والدروس الخصوصية.
مواقع الغش التى تمثل صداعا لوزارة التربية والتعليم، تتنوع ومن الواضح أن وراءها تشكيل كبير وخلايا عنقودية، من داخل الوزارة، مثل كل الوزرات والهيئات فى مصر التى تحكمها مجموعة قديمة باقية مستمرة قوية لسنوات، يأتى الوزراء ويرحلون ويظل هؤلاء «العميقين» متمكنين من كل الزوايا.
وهؤلاء يستمرون ولهم شبكات مصالح، وغالبا ما يحيطون بالوزير ويتحكمون فيه، فإذا خضع كان بها، وإذا استعصى هناك طرق معروفة للحصار. ووزارة التعليم ليست خارج هذه الحالة، وهناك أعداد محدودة تتحكم فى الامتحانات أو المناهج وترفض ترك مساحات للتطوير، وعليه الأمر لا يتعلق بالوزير، ويمكن أن يتم التخلص من هذا الوزير أو غيره، وقد استعملنا عددا من الوزراء خلال العقود الماضية، من دون أن نغير التعليم، بل رأينا إلغاء التربية من التعليم وإعادتها من دون أن يؤثر ذلك على تربية وتعليم.
الوزير مسئول، لكنه ليس فقط المشكلة أو الحل، ولا أحد يضمن إن رحل أو بقى تختلف الأمور، وهو أمر لم يلتفت إليه كثيرون، وحتى الطلاب يتحدثون عن إقالة الوزير، وينظمون مظاهرات تقليدية، يعبرون فيها عن غضبهم وهو غضب يحتاج إلى أن نستمع إليهم.