"غاوي شهرة"، على طريقة "غاوي مشاكل"، حال البعض من الناس، الذين يبحثون عن أي وسيلة وسبب وطريقة، حتى يكونوا مشهورين، يتحدث الناس عنهم، بغض النظر عن الطريقة والكيفية، فالأهم لديهم النتيجة، ومن ثم يأتي ما يعرف باسم "ركوب التريند".
حتى تصبح "تريندًا"، ما عليك سوى أن تقوم بأمر غير مألوف بين الناس، حتى وإن كان ذلك يضر بسمعتك وحياتك، هذه وجهة نظر البعض، وهي مغلوطة، وعواقبها وخيمة، قد تنقل الشخص من "ركوب التريند" إلى "ركوب البوكس"، لا سيما إذا قام بأفعال مخالفة يعاقب عليها القانون.
هناك صنف من البشر، يظهرون في "التريند" دون ترتيب مُسبق لذلك، من خلال شيء مفيد قدموه للناس، أو تحقيق نجاح في مجال ما، هم الأشخاص الذين لا يلتفتون للشهرة، فالملتفت لا يصل، بقدر اهتمامهم بعملهم وحرصهم على تحقيق النجاح، ومن ثم يقفزون على "التريند" دون ترتيب، وهو "التريند المحمود".
وبعيدًا عن "التريند المحمود"، هناك "التريند المذموم"، أو "المصنوع"، من خلال الأشخاص الذين يسهرون آناء الليل، ويفكرون أطراف النهار، في كيفية صناعة "تريند"، بأي طريقة ووسيلة، بشائعات عن أنفسهم، أو رأي صادم على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال صور وفيديوهات صارخة، فكلها وسائل لجلب التريند والرزق من وجهة نظرهم.
مع وجود كاميرات الهواتف المحمولة المتاحة والمباحة مع الجميع، يجد البعض سهولة في صناعة "التريند"، "تريند معمول في البيت"، فما عليهم سوى فتح الكاميرات والحديث عن أي شيء، شريطة أن يكون غير مألوف بين الناس، لتتداول هذه الفيديوهات على نطاق واسع، ويكون صاحبها قد نجح في "أخذ اللقطة".
ويجد القائمون على "التريند" من السوشيال ميديا بيئة خصبة لصناعته، في ظل رغبة البعض في تداول الفيديوهات والصور الغريبة وغير المألوفة، حتى ينجح صاحبها في تحقيق مآربه بوصولها لأكبر عدد ممكن من الأشخاص.
نهاية القول، لا تفسدوا علينا حياتنا بهذه التريندات المصنوعة، التي تصطدم مع قيم المجتمع وتقاليده، ويكون ظاهرة الرحمة وفي باطنها العذاب، فلن نلتفت سوى للتريندات الإيجابية التي تبني ولا تهدم، وتعمر ولا تخرب، تلك النماذج الناجحة في مجتمعنا، فلكم تريندكم ولنا تريندنا.