انتشرت هذه الفترة رذيلة من الرذائل التى حرمها الله بين عباده وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى وهى تلويث سمعة الناس بالباطل والطعن فى الأعراض والتشهير بها وتشويهها على الملأ وخاصة ضد الشخصيات العامة والشهيرة ورجال الأعمال أو ضد أناس اختبرهم الله بمحنة مرض أو غيره وربما يكون من وراء هذا التشهير بالسمعة قلبا حاسدا ومريضا أوكارها للخير الذى ينعم فيه الآخرون للتقليل من شأنهم أو الغيرة من نجاحهم أو ابتزازهم بطريقة أو بأخرى وهناك من يساعد فى تشويه سمعة الناس عن جهل وبدون قصد بأن يتناقل وينشر الشائعات المختلقة والكاذبة بين الناس.
وقد حذرت كافة الأديان السماوية ومنها الدين الإسلامي الحنيف من الإساءة لسمعة الإنسان بالباطل والغيبة فى حقه واعتبرها من ذميم الأفعال المنهى عنها وكبائر الذنوب لما تؤدى إلى الضرر ضررا بالغا نفسيا ومعنويا وربما وجسديا من تم الإساءة إليه وإلى أسرته وعائلته وتؤدى إلى نشر البغضاء والكره والضغائن والأحقاد بين الناس وتفكيك أواصر المحبة وتدمير الروابط الاجتماعية وتقطيع أوصال المجتمع وقد حرم الله تعالى فى كتابه العزيز تشويه السمعة والغيبة، حيث قال تعالى (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ قيلَ أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ فى أخِى ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ).
وعلى الناس جميعا أن تنتبه أن لا تطلق الإشاعات السلبية ولا تتناقلها ولا تنشر الفضائح التى لا أساس لها لان ذلك من الآثام وتحسن الظن بالآخرين وأن يتذكروا قوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) وعليهم أن يضعوا أنفسهم موضع المسيئ فى حقه فهل يتقبلون ذلك ويرضون على أنفسهم ولذا عليهم أن يتقوا الله فى سمعة الآخرين حتى لا يبتليهم الله بالخزى الدنيا وعذاب الآخرة.