حادث مروري جديد، يضاف لقائمة حوادث الطرق، وقع على الطريق الصحراوي بمحافظة المنيا، تسبب في مصرع 23 شخص وإصابة 32 آخرين، وفقا للأرقام المبدئية، بعد تصادم أتوبيس بـ"تريلا".
للآسف، مازال البعض يقود المركبات بشكل عشوائي، لا يبالي بسلامته أو سلامة الآخرين، يعرض الجميع للخطر، ولا يتعظ إلا بعدما تقع "الكارثة"، فيبدأ رحلة الندم على ما اقترفت يداه.
الأمر جد خطير، وبات نزيف الأسفلت يدق ناقوس الخطر، لا سيما أن أكثر من 75 % من حوادث الطرق سببها العنصر البشري، خاصة السرعة المرتفعة وعدم اتباع التعليمات المرورية، وتعاطي البعض للمواد المخدرة، واستعراض قائدي السيارات النقل على الطرق معرضين الجميع للخطر.
إذا دققت النظر في عدد المخالفات التي تم تحريرها للمواطنين خلال أسبوع واحد فقط، تدرك أن هناك مستهترين يتسببون في نزيف الأسفلت، بسبب ممارستهم الخاطئة، فلك أن تتخيل أنه خلال سبع أيام فقط، تم تحرير 306093 مخالفة مرورية متنوعة ارتكبها قائدي المركبات، و65154 مخالفة تجاوز للسرعة المقررة، وضبط 167 سائق يتعاطون المخدرات و19 سيارة مخالفة لاشتراطات الصلاحية الفنية و11793 مخالفة عدم ارتداء "الخوذة" لقائدي الدراجات النارية.
الأمر لا يحتاج لقوانين أو تشريعات جديدة، بقدر حاجتنا لـ"وعي" و"ثقافة عامة" وادارك بخطورة ما نفعله من سلوكيات خاطئة، قد تكلفنا حياتنا في لحظة "طيش"، أو نتسبب في موت آخرين، لنجد أنفسنا في القبر أو خلف أسوار السجن.