نحتفل فى شهر سبتمبر الجارى بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسى العبقرى شامبليون، وهى مناسبة تستحق الاحتفال، وعلى الرغم من إعلان وزارة السياحة والآثار برنامجا للاحتفال، لكن لم أشعر به كافيا ومناسبا، قالت الوزارة إنها ستطلق مبادرة "تعرف على كنز فى محافظتك" وتقيم عددا من المعارض فى المتحف المصرى ومتحف الحضارة، لكن فى الحقيقة الموضوع يحتاج أكثر من ذلك.
يعرف الجميع أن فك رموز حجر رشيد هو الذى غير كل شيء فى تاريخ مصر القديم، لقد كانت أثارنا قبل هذه الحركة العبقرية مجرد رموز مجهولة ونقوش مبهمة، لم نكن نعرف معناها ولا دلالتها، كنا نرى الكتابة طلاسم والمومياوات مساخيط، ونظن أن الأهرامات والآثار الضخمة بناها الجن، لكن كل شيء تغير بعد سنة 1822 فقد صار العلماء قادرون على فهم تاريخ واحدة من أجمل وأعرق الحضارات العالمية، ومن بعد ذلك حدس هوس بالحضارة المصرية فى كل العالم، وصرنا نحن فخورين بما فعله أجدادنا من مجد عظيم.
وعليه فإن 200 عام على كشف هذا اللغز يحتاج اهتماما أكبر، وأتمنى من وزارة السياحة والآثار ومعها وزارة الثقافة أيضا أن يقدما أفكارا وأن يعقدا اتفاقات مع المنصات الإعلامية لتحويل الأمر إلى احتفالية كبرى.
إن الدولة التي تعلى من شأن الهوية لن تتأخر أبدا في إلقاء الضوء على هذا الحدث المهم، كما أتمنى أن نأخذ فكرة ؟إعادة حجر رشيد إلى مصر مأخذ الجد، لأنه كما نعلم خرج بطريقة غير مشروعه ومكانه الحقيقى يجب أن يكون في مدخل المتحف المصرى الكبير.