تمر، هذا الشهر، ذكرى رحيل المفكر المصرى العظيم طه حسين (1889- 1973) إذ توفى فى 28 أكتوبر سنة 1973 بعدما اطمأن على انتصار المصريين على المحتل الغاشم فى حرب التحرير يوم السادس من أكتوبر، ولأن شهر أكتوبر أيضا هو شهر جوائز نوبل، فالحديث عن طه حسين له شجون فى هذا الشأن أيضا.
نشر الصديق بلال رمضان تقريرًا فى انفراد عن طه حسين وجائزة نوبل بعنوان "بالتواريخ والأسماء.. هؤلاء رشحوا طه حسين لنيل جائزة نوبل للأدب 21 مرة وليس 14.. أولهم أحمد لطفى.. 6 ترشيحات مصرية و6 مستشرقين.. وأكاديميات من الأردن والكويت.. وآخرون رشحوه لأكثر من مرة ولم يحصل عليها"، واعتمد بلال رمضان في تقريره على أرشيف الجائزة المتاح حتى سنة 1971، وكشف فيه أن العظيم طه حسين تم ترشيحه حتى هذه السنة 21 مرة للجائزة المرموقة، أى أن هناك 21 جهة وشخصا رأوا أن طه حسين يستحق الجائزة المرموقة، وهو بالفعل يستحقها.
هذا الرقم الكبير يكشف أن طه حسين صاحب تأثير كبير، ويكشف من جانب آخر أن الجائزة لو كانت منصفة فعلًا للقيت إحدى هذه المرات صدى وفاز بها عميد الأدب العربى، لكن دعنا مما يتعلق بالجائزة ودعونا نتخيل كيف أن طه حسين كان يشغل الناس، العامة والخاصة، فى مصر وخارجها، وكيف أن فكره مؤثر لهذه الدرجة الكبيرة.
أقول ذلك لأسباب منها أن نعرف قيمة ما نملكه من كنوز معرفية وحضارية وشخصيات ذات تأثير عالمي، كذلك كى أنبه على وزارة الثقافية فى مصر أن العام المقبل سنحتفل بمرور 50 عاما على رحيل طه حسين، وهو يستحق أن يكون العام المقبل كله فى محبة طه حسين، وأن تبدأ وزارة الثقافة من الآن وضع الخطط المناسبة لهذه الاحتفاليات الكبرى.