يجب أن تكون حياتنا قائمة على المحبة والمودة لا الخصومة والاختلاف، لكن مع أزمات الحياة تقع "الخصومة" أحيانا، وعندها يجب أن تكون بشرف، فللخصومة مواثيق شرف لا يعرفها إلا الفرسان.
نعم، في الفروسية أخلاقيات وأصول وشرف، فلا يجوز الطعن من الخلف فمن طعن من الخلف فهو ليس بفارس وليس لديه أخلاق الفروسية، ومن أخلاقياتها أيضا أن الفارس إذا سقط على الأرض أصبح فى ذمة أخيه وإذا سقط منه سيفه أصبح أيضاً فى ذمة أخيه فلا يقربه ولا يؤذيه ولا يهينه.
ورغم أن "الثأر" في الأرياف لا سيما الصعيد أمرا مذموما، إلا أن هناك عدة ضوابط كانت تنظمه، فلا يجوز استهداف الخصم في جنازة أو من الخلف أو أثناء وجوده مع النساء والأطفال.
حتى في الجاهلية، كان لديهم "شرف الخصومة"، فقد كانت من ثوابت القيم العربية في الجاهلية والإسلام، فقد رفض أبو جهل أن يُكسر الباب في محاولة قتل الرسول عليه الصلاة والسلام وقال قولته المشهورة : "لا تتحدث العرب أن ابا الحكم عمرو بن هشام رَوع نساء محمد.
للآسف، يوجد الآن بعض الأشخاص لا يحترمون "شرف الخصومة"، هم ألد الخصام، إذا "خاصموا فجروا"، يستخدمون كل أدواتهم الخبيثة للتشويه والنيل من الطرف الآخر، يتناسون "العيش والملح"، كذاكرة السمك، فبمجرد أن تتختلف معهم تكون مستعدًا لتلقي سهامهم نحوك، يفضحون أسرارك، ويرموك بالإفك، ويحرفون الحقائق، ويتناسون كل موقفا أو جميلا قدمته لهم، وكأنهم أشخاصا آخرين غير هؤلاء الذين كنت تعاملهم من ذي قبل، لتتوالى الصدمات عليك.
علموا أولادكم، أن الحياة قصيرة، والدنيا تسع الجميع، فلا داعي للتناحر والاختلاف والخصومة، لكنها إذا حلت، يجب أن تكون بشرف، وأن الفجور في الخصومة يدمر المجتمعات والأجيال القادمة، التي لن ترى للقيم معنى، فالتربية على القيم يجب أن تتم بالمعايشة والمشاهدة والملاحظة، وليس بالوعظ والتلقين أو بالقراءة، فدربوا أبنائكم على "شرف الخصومة" إذا أجبرتوا عليها، حتى تعود لمجتمعنا "أخلاقه الجميلة".