في إطار كتابة سلسلة مقالات تحت عنوان "ماذا لو ؟" تعتمد اعتمادا رئيسيا على صحافة الحلول، من خلال تسليط الضوء على مشكلة معينة أو أزمة مرتقبة لكشف أبعادها وتقديم حلول أو مقترحات أو على الأقل رصدها دون تضخيم أو تقليل ووضعها أمام متخذى القرار، وفى مقالنا اليوم نتحدث عن حرب ستطول طالما هناك إنجازات من تنمية شاملة على كافة المستويات.
فمن ينكر أن الدولة المصرية تواجه حربا من الأكاذيب والشائعات والافتراءات منذ سنوات خاصة بعد 2014 وسقوط مخططات أعداء الوطن وخيبة أملهم في تحقيق أهدافهم في مصر مثلما تحققت في دول أخرى حالها الآن لا يسر عدو ولا حبيب، حيث الانقسام والتفكك والقتال بين كافة الأطراف الداخلية في هذه البلدان والفوضى العارمة التي بسببها تنهب الثروات وتئن شعوب هذه الدول أمام مرأى ومسمع العالم كله، واعتقادى أن هذا الحرب ستطول لأنها تتوافق مع استراتيجيات حروب الجيل الرابع القائمة على نشر الشائعات والتضليل والتسطيح من أجل هز ثقة المواطنين في بلدهم والعمل على نشر حالة من عدم الاستقرار والضغط على الدولة للرد على هذه الأكاذيب والشائعات ووضعها دائما في دائرة الاتهام لإهدار الجهود حتى لا تواصل مسيرة التنمية والإنجازات المستهدفة.
والسؤال، لماذا كثرت هذه الشائعات والأكاذيب الآن في ظل الأزمات العالمية التي تئن منها البشرية جمعاء وعصفت بكل الاقتصادات العالمية، بما فيها الدول المتقدمة، حيث يرى العالم التأثيرات السلبية للأزمة في دول أوروبا من ارتفاع الأسعار وتذمر الشعوب هناك وشهدنا جميعا حالات من الإضراب والتظاهر وكذلك اضطرابات سياسية فرأينا حكومات تتغير وقوى تتساقط وخوفا من شتاء قارس يهدد كافة الحكومات الغربية في بقائها واستمرار حكمها.
والإجابة عن السؤال "لماذا الآن ؟" لأنه ببساطة رغم كل هذه التحديات فإن استقرار الاقتصاد المصري وقيام الدولة بتوفير مخزون استراتيجي من كل السلع، وزيادة الصادرات خاصة تصدير الغاز المصري، وتوجه الدولة بكل مقوماتها نحو توطين الصناعةوالتوسع في الصناعة من أجل زيادة الإنتاج وتخفيض الواردات، وكذلك مواصلة الدولة رغم هذه الأزمات العالمية في تنفيذ مشروعاتها القومية في كافة المجالات التنموية دون توقف.
والأهم في اعتقادى أن رغم هذه الأزمات الطاحنة، نجحت الحكومة المصرية حتى الآن في تحقيق الآمان لمواطنيها، فلم يشعر المواطن المصرى بأعباء هذه الأزمة العالمية، إلا في ارتفاع أسعار بعض السلع وهو ارتفاع طفيف بالقياس لارتفاع الأسعار العالمية.
لذلك أعتقد أن كل هذا بمثابة إجابة بسيطة على سؤال لماذا الآن تكثر الشائعات، فهم لايريدون الخير لمصر، حيث يجن عقلهم عندما يرون إنجازا يتحقق، فلماذا لا يجنون ومؤسسات دولية تشيد بقدرة الاقتصاد المصرى على استيعاب الأزمات، ولنا في أزمة كورونا لدليل ونموذج حيث رأى العالم كله كيف تعاملت مصر مع الجائحة في ظل سقوط أعتى المنظومات الصحية وإغلاق المطارات والموانئ بكافة دول العالم.
وأخيرا.. لابد من الوعى والثقة، الوعى بأن يعرف كل مواطن أن بلده معرضة لحرب شرسة من خلال سلاح الشائعات والأكاذيب، والثقة بأن يؤمن بقدرة دولته على مواجهة حرب الشائعات والأكاذيب من خلال نشر الحقائق كاملة في كل الاتجاهات ومواصلة مسيرة التنمية في كافة ربوع الدولة.. حفظ الله مصر وحفظ شعبها