بدايتي في متابعة برامج الطبخ بدأت عمدما شاهدت الشيف الشاب أسامة السيد على أحد القنوات الفضائية، عبر ما كان يسمى وقتها "وصلة الدش"، كانت والدتي تتابع ما يطبخه لتحاول عمله في المنزل، ودائماً ما كان يختار الوجبات المصرية ويهتم بالتفاصيل الصغيرة والمناسبات والأكلات تبعاً لكل مناسبة، فحتى فى أوقات الدراسة وكون الأم عاملة يختار أكلات سريعة التحضير وصحية لأفراد الأسرة التي بها طلاب وتلاميذ يدرسون في المدراس.
متابعتي له كانت من خلال أسلوبه اللبق والمميز في عرض مطبخه، بدون تكلف أو استعلاء، كان دائماً يتعامل مع الجماهير والمتصلين بكل ود ومحبة، مما جعله البرنامج رقم واحد في الوطن العربي، دماثة أخلاقه واقترابة من أخلاقيات المجتمع المصري وتعاملة مع الكاميرا بحرفية أهلته ليكون طباخا بدرجة مذيع على الرغم من عدم دراسته للإعلام، وعدم تناوله لقضايا مختلفة ببرنامجه، وتناوله موضوعه هو فقط، كان العامل الأكبر في الاحتفاظ بمتابعينه على مر عقود.
كثرة برامج الطبخ لم تمنعه من الاحتفاظ بمتابعينه والحفاظ على محبتهم، فلم يكن يوماً طرفا في أى مسالة، ولم يدخل صراع البرامج الأخير على الساحة، وشخصيته الواضحة البسيطة ذات الطابع المصري الأصيل كانت السبب الأساسي والأكبر في هذه المحبة.
لم اتخيل أن أتلقى نبأ وفاته بذلك الحزن على الإطلاق، فعلى الرغم من فاجعة الخبر، إلا أنه أثر في وفي متابعينه بشكل كبير، فعلى غرار كتاب أبلة نظيرة في الطبخ كان كتابه من أوائل الكتب في الطبخ في القرن العشرين، فعندما قام بكتابة كتاب "بالهنا والشفا" لم يهنأ لي بال إلا وكنت قد اشتريته، من مصروفي الخاص، لأهديه لوالدتي في عيد الأم، الامر الذي أسعدها وأسعدني على الرغم من بساطته.
ولعل اخر تصريحاته عبر صفحته الخاصة تبين اهم سمات شخصيته، التي تميزت بالرقي الاخلاقي، ومحاولته لأخر لحظه لأسعاد جمهوره، ولكن للأسف انتهت وصفات الشيف أسامة السيد لكنه سيظل في ذاكراتنا مدى الحياة.