مع قرب انتهاء مؤتمر المناخ العالى cop27 الذى أقيم على الأراضى المصرية تحديدا مدينة السلام شرم الشيخ الجميلة، حيث بدأ يوم 6 لينتهى فى 18 نوفمبرالجارى.. نجد أن أبرز رسالة للعام أجمع هو النجاح الكبير الذى كان حليفا لمصر، خاصة مع وجود دعوات تدعو للتظاهر من قبل أعداء الوطن بل والمخابرات المعادية والخونة المنثورين فى بلدان مختلفة والذين فشلوا فى هدفهم وهو التشويش على نجاح المؤتمر أو إحراج الدولة المصرية .
ومن الرسائل الهامة أيضا والدالة على النجاح الساحق للمؤتمر، هو وجود رؤوساء كبرى الدول العظمى دون أى اعتذارات، والذى كان بمثابة رسالة واضحة ومحددة تؤكد على سيادة الدولة المصرية والتأكيد على الاستقرار الاقتصادى لمصر رغم ما يشهده العالم من أزمات جراء الحرب الروسية الأمريكية، ومما نتج عنها من تضخم عالمى وأزمات متكررة للطاقة بعمظم البلدان، خاصة أوروبا، وإقامة هذا الحدث بحد ذاته فى شرم الشيخ من أحد أهم الإنجازات لاختيار مصر الدولة التى تمثل أفريقيا وفقاً لنظام التناوب بين القارات المختلفة وفوز الإمارات باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ 28 العام المقبل 2023 شيء أسعد الجميع .
ولعله فى تقديرى الشخصى، أن أهم نتائج مؤتمر المناخ هو تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسى، لعمل مبادرة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لما نتج عنها من آثار سلبية اقتصادية وحتى بيئية ليس على مصر فقط، وإنما على العالم أجمع، ليلقى هذا التصريح تأييدا كبيرا من قبل الدول المشاركة وهى 197 دولة، شاركت بالمؤتمر، ليس هذا فقط وإنما النجاح هو رغبة الدولتين المشاركتين بالحرب من الأساس فى تقبلهما للفكرة والترحيب بها نظرا لعمق العلاقات المصرية الروسية والاوكرانية .
وبالفعل يتم الإعلان عن تحديد اللجنة الروسية الأمريكية بشأن معاهدة ستارت النووية ميعادا بالقاهرة نهاية الشهر الجارى نوفمبر بحد أقصى بداية ديسمبر 2022، لمناقشة هذا القرار وإنهاء الحرب بشكل نهائي، وكان البعد الإنسانى للرئيس السيسى هو الدافع الأكبر لإنهاء هذه الحرب، حيث قال على الملأ وأمام الجميع أنه لا يبحث عن دور أو نجاح ينسب له جراء هذه المبادرة .
من المعروف أن 197 دولةً وقعت على الاتفاقية الإطارية لمؤتمر المناخ، حيث يجتمع أطراف مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ سنوياً منذ عام 1995، بهدف تقييم التقدم المحرز فى التعامل مع التغير المناخي، والتفاوض لمنع التدخل الخطير للأنشطة البشرية على نظام المناخ، ولوضع حدود ملزمة قانوناً لانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى لكل دولة بمفردها، ولتحديد آلية التنفيذ ويجب الإقرار بالموافقة على أى نص نهائى لمؤتمر الأطراف بتوافق الآراء.
ويُعتبر الهدف الرئيسى للمؤتمر هو وضع حد أقصى لارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية والذى يتجه فى الوقت الحالى نحو زيادة تبلغ حوالى 2.7 درجة مئوية أو أكثر بحلول نهاية القرن الحالى .
كما يسعى القائمون على مؤتمر المناخ 2022 فى التأكيد على ضرورة التخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ لا بدّ من التعاون للحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى وتقليل درجة الحرارة العالمية عن 2 درجة مئوية والوصول إلى 1.5 درجة مئوية.
ومن أبرز الإنجازات أيضا هو أنه من حق مصر كبلد مستضيف للحدث تسلم مبلغ 100 مليار دولار أمريكى، وهذا إن دل فيدل على بناء المزيد من الثقة بين البلدان، لأن الهدف واحد وهو الحفاظ على كوكب الأرض، خاصة وأن شعار المؤتمر كان عبارة عن كرة أرضية مكتوب عليه " ليس لدينا أرض أخرى " وهذا يؤكد عكس ما روج من قبل بعض المشككين بأن مصر دفعت تكاليف المؤتمر.
وأخيرا، نتحدث عن الإنجازات المالية التى اكتسبتها مصر من مؤتمر المناخ، وهى تتمثل فى دخول حوالى 10،7 مليار دولار لمصر من خلال منصة " نوفى "، بالإضافة الى 15 مليار دولار فى صورة مشاريع و4 مليارات فى صورة منح، والهدف هو التحول للأخضر والاعتماد على الطاقة النظيفة للحفاظ على البيئة وتوفير أكثر من 100 ألف فرصة عمل .
وتعرض جمهورية مصر العربية عددًا من المبادرات والمشروعات الهامة التى تعكس جهودها لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، والمساهمات المحددة وطنيًا NDCs، من بينها المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج "نُوَفِّي"، وهى منصة أطلقتها وزارة التعاون الدولي، مطلع يوليو الماضي، بالتعاون مع الجهات الوطنية المعنية فى ضوء الجهود الوطنية لتحفيز العمل المناخى وتحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 بهدف حشد التمويلات التنموية الميسرة ومنح الدعم الفنى لتنفيذ المشروعات الخضراء، وأيضًا التمويلات المختلطة التى تحفز مشاركة القطاع الخاص، انطلاقًا من توجه الدولة نحو توسيع قاعدة دور القطاع الخاص فى جهود التنمية وذلك طوال فترة رئاسة مصر لمؤتمر المناخ حتى وتسليم الرئاسة لدولة الإمارات فى نسخة cop28العام المقبل 2023 .